المقالات

العراق قلب التشيع ..رداً على الكاتب اللبناني حسن صبرا؟!!


محمد حسن الساعدي 

نشرت مجلة الشراع اللبنانية مقال للمدعوا حسن صبرا ، تناول فيها الكاتب أكاذيب عن الشيعة في العراق،واتهامهم بأنهم خذلوا أهل البيت (ع) على طول التاريخ ، حيث يقول في مقالته " أن شيعة لبنان لن يتخلوا عن نصرا الله كما تخلى شيعة العراق عن أهل البيت (ع) ونصرتهم لسيد الشهداء الإمام الحسين في معركة الطف التاريخية والتي جسدت كل معاني الخير ضد الشر ، وهنا لابد من طرح تساؤلات منطقية للسيد الكاتب ؟!! 

هل قرأت تاريخ الكوفة جيداً حتى تأتي وتحكم على ؟امة بكاملها ، وهل تعرف شخصيات الكوفة وعمق ولائها لأهل البيت (ع) ، ولكن يبدو انك لم تقرأ جيداً هذا التاريخ واكتفيت بتلميع صورتك وتسقيط صورة الآخرين ، ودعني هنا أوضح بعض الملابسات .. 

تحدثنا الروايات أن الكوفة كانت من أهم الموالين لأهل البيت(ع) ، وكانوا من القبائل الموالية قديماً لأمير المؤمنين (ع) ، ولكن ماكينة الظلم لا تبقي شيعياً في الكوفة يتحرك على حريته ، وكانوا مقسمين بين القتل وهم أحياء ، وبين التهجير ، وبين دفنهم في مقابر جماعية ، ودعنا هنا نأتي على جيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وهم جميعهم من الشام والذي بلدك جزء منه ، وعندما نبحث في أنصار سيد الشهداء "أبي عبدالله الحسين (ع) " نجدهم من قبائل الكوفة وشخصياتها الكبيرة والمهمة ، وكم تحدثنا الروايات أن أهم قيادات جيش الإمام الحسين هم من العراق ، ودعنا نأتي على جيش يزيد بن معاوية لنرى آن قياداته هم أما من الحجاز أو من الشام كما هو الغالب ، ويبدو انك لا تعرف شيئاً من التاريخ حتى تحكم على امة بكاملها . 

العراق قلب التشيع ، فهو باب مدينة العلم كما ورد عن رسول الله (ص) ، وهو منبر العلم للعالم ، والمتصدي لأمور المسلمين فالنجف الاشرف قبلة العلم والعلماء ، الذي كانوا وملا زالوا منبراً للعلم وشعلة لنشر علوم أهل البيت في أصقاع المعمورة ؟! 

أيها الكاتب الفلتة ... الكوفة كانت أسيرة بيد يزيد بن معاوية ، وما أبن زياد ومن قبله من حكام الجور ألا أدوات القتل والتشريد لأتباع أهل البيت ، ويا ترى هل تعرضت لبنان مثلما تعرض العراق من ويلات ونكبات ؟! على مر التاريخ من حكام الجور الذين كانوا يسكنون قصور الشام ، ويحرضون المجتمع على العداء لأهل البيت (ع) " راجع مشهد دخول السبايا إلى الشام " . 

يا شامي ... 

التاريخ واضح والعراق منذ القدم والى الآن يعيش حالة الولاء لأهل البيت (ع) ، وما اختيار أمير المؤمنين علي (ع) للكوفة مقراً لخلافته ، ومن بعده الإمام الحسين كيف يريد القدوم إلى الكوفة إلا دليل على شدة الحب والولاء أهل العراق لأهل بيت العصمة (ع) ، وبقوا على ولائهم وتمسكهم بسيد الشهداء إلى يومنا هذا ، فقد تحملنا ظلم صدام وحكمه الفاشي ، وكيف أمتلئت السجون من محبي أهل البيت (ع) ولا ذنب لهم سوى أنهم قرابين لسيد الشهداء ويدفعون ثمن هذا الولاء ، وكيف تحول العراق إلى مقابر جماعية للموالين في حين تعيش أنت على ضفاف " الروشة " وتمتع بشواطئ الشام وتتغنى بجمالها ، وفي نفس الوقت يحترق شيعة العراق ومحبي أهل البيت ، ولم نسمع يوماً أنينا أو وبصيصا لك أو لغيرك من الحكام والقادة ؟!! 

العراق سيبقى شيعياً موالياً محباً لأهل البيت (ع) ، ويبقى منبراً للدين والفقه والعلوم ، وما درب الحسين في يوم عاشوراء والأربعين إلا درساً كبيراً يعطيه العراقيون للجميع بحب أهل البيت (ع) والولاء لهم . 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك