المقالات

معارضة .. أم أبتزاز سياسي ؟؟

2341 2019-06-18

قاسم العبودي

 

أعلنت بعض القوى السياسية العراقية ، المنضوية تحت قبة البرلمان ذهابها نحو المعارضة البرلمانية تحت مسمى ( معارضة تقويمية ) .

في خطوة سافرة وأستفزازية بكل ما تحمل المفردة من معنى . لقد أماطت تلك القوى اللثام عن وجهها القبيح وبأستهتار واضح بهذا الشعب المستضعف ، التي لم تنصفه الحكومات من عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم . فضلا عن الحقبة الظلامية لدكتاتور العراق المقبور .

أيها السادة المعارضون . أنتم تخرجون عن كل اللياقات السياسية والأخلاقية ، وتحاولون بطرق مختلفة عرقلة سير الحكومة التي لم تكملوا كابينتها الوزارية لهذه اللحظة التي هي مسؤوليتكم . فأي أستهتار هذا الذي تمارسوه ؟

نحن نعلم جيدا أن السياقات الدستورية ، فضلا عن السياسية تلزمكم بأكمال الوزارات المتبقية الشاغرة التي بقيتم تتصارعون عليها نحو عام من الآن ، ولم تكتمل حتى الآن . فحري بكم أن كنتم تستشعرون الوطنية حقا ، أن تلتزموا بالقوانين الدستورية للعراق ، بدل أن تحاولوا عرقلة مسيرة الحكومة التي لم تكتمل .

نحن نعلم وأنتم تعلمون أن التكالب على المغنم ، والفئوية القبيحة هي ديدن معظكم ، ولكن الآن السكوت الذي ترووه ليس علامة للرضا . بل هو ترقب وأنتظار الى ما ستئول اليه أموركم . أذا سمعتم يوما بأن هناك معارضة تقويمية في بعض برلمانات العالم ، فأنتم تعلمون جيدا أنها مستشعرة تلك القوى لأحلام جماهيرها وحبها لأوطانها الدائم ودعمها لبلدانها متمثله بحكوماتها التي هي السمة التي بنيت عليها معارضتها ، وليس المشاكسة وتعطيل القوانين ، وفرض الأرادات كما هو حالكم وتعلمون جيدا أن تلك البرلمانات الوطنية في بلدانها لم تصوت على ربع أمتيازاتكم يا من أستحوذتوا على مقدرات الشعب العراقي المسكين وفي غفلة من هذا الزمن الذي جاء بكم . نعتقد أنكم تكذبون .. فقد تعالت أصواتكم اليوم وعلى ألسنت بعض رؤساء كتلكم ، أن موضوع حجب الثقة عن رئيس الحكومة وارد . رئيس الحكومة الذي أنتم من جاء به هروبا من صراع الكتلة الأكبر .

اليوم أنتم مسؤولون أمام الله والتأريخ الذي لا يرحم ، بأنكم تضعوا عصيكم في دولاب البرنامج الحكومي الذي لم يرى النور . أيها السادة السياسيون الذين لا أحب أن أنعتكم بالفاشلين وأن أضطررت لذلك ، أذا كان لكم مثقال ذرة حب لوطنكم ، أتقوا الله فيما أنتم اليه ذاهبون ، فأن أفلاسكم الوطني وحرمانكم من بعض الأمتيازات في الدرجات الخاصة ، التي تطالبون بها ، هي من دفعتكم لهكذا قرار .

لا ندري كيف تذهبون الى معارضة ، ونصف تلك الدرجات الخاصة مستحوذ عليها من قبل أحزابكم فأذا ما قررتم أيها الأدعياء ، المضي في ما أنتم عليه عازمون ، فعليكم ترك تلك الدرجات للذي يستحقها بجدارة . تبا وسحقا للمحاصصة البغيضة التي بنيت بها تلك العملية السياسية التي أبتلينا بها .

نعتقد أن هناك خرقا واضحا لأخلاقيات العمل السياسي ، وعليه فأن على المرجعيات السياسية أن تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية ، فيما القوى السياسية عليه عازمون . لقد رسمت المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف خارطة طريق واضحة جدا لكل المنضوين تحت قبة البرلمان ، ولجميع أعضاء الحكومة وبشفافية عالية حتى تقطع الطريق على الفاسدين من الذين يحسبون على العملية السياسية .

فأذا كان هناك من تقدير للمرجعية الدينية لديكم ، أن تعدلوا عن الأنحراف السياسي الذي أنتم عليه عازمون . أخيرا وليس آخرا ... سوف نبقى نكتب على أنحراف بعضكم أيها السياسيون حتى لو كلفنا ذلك حياتنا ... وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك