المقالات

هل ستتجه أمريكا والسعودية لصناعة "سيسي" عراقي؟!


 احمد عبد السادة

 

يبدو أن نموذج "السيسي" في مصر هو النموذج المفضل لدى أمريكا والسعودية وحتى إسرائيل في المرحلة الحالية، وبالتالي فإنه النموذج الذي تسعى أمريكا والسعودية لصناعته وتعميمه ودعمه في العديد من البلدان العربية.

هذا الأمر يفسر دعم أمريكا والسعودية اللامحدود للقائد العسكــري الليبي خليفة حفتر الذي بدأ مؤخراً بحملة عسكريــة للاستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس بإسناد مباشر وبضوء أخضر من أمريكا والسعودية تمهيداً لسيطرته على كامل الأراضي الليبية من أجل تهيئته ليكون النسخة الليبية للسيسي، ولهذا لم يكن مفاجئاً أبداً اتصال ترامب شخصياً بحفتر للتنسيق معه بخصوص تلك الحملة العسكريـــة، ولم يكن مفاجئاً أيضاً قيام الطائرات الحربيـــة الأمريكية بإسناد قــوات حفتر وقصــف مواقع القــوات المناوئة لها في طرابلس.

ما يجري في ليبيا من تهيئة لسيسي عسكــري ليبي، نرى صداه الآن في السودان، إذ تقوم السعودية حالياً - ومن خلفها أمريكا بالتأكيد - بدعم رئيس المجلس العسكــري السوداني عبد الفتاح البرهان من أجل إعداده وتهيئته ليكون سيسي السودان القادم، وهو أمر اتضحت بوادره في دعم السعودية لإجراءات المجلس العسكــري السوداني بقيادة البرهان، واتضحت تلك البوادر أكثر حين أشاد البرهان بالسعودية في لقاء له مع قناة "العربية" ووصفها بأنها الدولة الأقرب لبلده!!!، وهنا يجب أن لا ننسى بأن البرهان هو المشرف على الجنـــود السودانيين "المرتزقـــة" الذين يقاتلـــون لصالح السعودية في اليمن!!، أي أنه تم اختياره بدقة. ومن المفارقات أن البرهان والسيسي يشتركان بنفس الإسم: عبد الفتاح!!!.

الجزائر أيضاً مؤهلة لتكون ضمن الطبخة "السيسية" التي تعدها أمريكا والسعودية للمنطقة، خاصةً في ظل معرفتنا بأن الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح كان سابقاً السفير الجزائري في السعودية بين عامي 1989 و1993!!.

التساؤل هنا هو: هل سيكون العراق ضمن تلك الطبخة؟، وهل سيتم إعداد وتهيئة "سيسي" معين له لينفذ أجندات أمريكا والسعودية التي تقف في مقدمتها أجندة تصفيــة الحشد الشعبي وقطــع شريان محـــور المقاومــة لتوفير الأمن لإسرائيل؟!.

حسب المعطيات الحالية يبدو الأمر صعب التحقق في العراق ولكنه بالنهاية ليس مستحيلاً!!. من منا كان يتوقع مثلاً في عام 2010 - في ظل الاستتباب الأمني الكبير - بأن هناك تنظيماً إرهــــابياً اسمه "داعـــــش" سيجتاح العراق ويصل إلى حدود بغداد في عام 2014؟!. ومن منا كان يتوقع مثلاً بأن تظاهرات البصرة التي اندلعت في الصيف الماضي احتجاجاً على ســـوء الخدمات ستنزلق هذا المنزلق الخطيـــر وستضع البلد أمام احتمالات حــــرب أهلية وانفلات أمني مرعـــب؟!.

كل شيء جائز ما دامت مطابخ المؤامـــرات في واشنطن والرياض وتل أبيب مفتوحة ضد العراق وحشده الشعبي، وكل شيء ممكن ما دام العراق يملك قــوة ضاربـــة تؤرق السعودية وإسرائيل اسمها "الحشد الشعبي"، وكل شيء محتمل من أجل محاولة إجبار العراق ليكون تابعاً وخاضعاً للكيانين الإسرائيلي والسعودي من أجل استخدامه كبندقيـــة ضد محـــور المقاومـــة.

أقول هذا الكلام استناداً إلى معلومات خاصة وردتني من مصادر مطلعة، ومفادها أن العراق في الأشهر القليلة القادمة سيتعرض إلى مؤامـــرة كبيرة وهزة أمنية عنيفــة ستصنعها أمريكا والسعودية وستوصل العراق إلى انسداد عام من أجل طرح خيار "الحاكم العسكري" للعراق كنموذج "السيسي" بوصفه الحل الأخير للخروج من الأزمــة، وحسب معلوماتي فإن أمريكا والسعودية تعدان العدة منذ فترة لهذا الموضوع، ولهذا رأينا طوال السنوات الماضية أن بعض الصفحات الفيسبوكية الممولـــة من أمريكا والسعودية تروج لبعض القادة العسكريين "الشيعة" بشكل مكثف ومبالغ فيه من أجل تهيئة الأذهان لتقبل فكرة وجود "سيسي" عراقي "شيعي" على رأس السلطــة في العراق!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك