المقالات

عندما تصبح السلطة غنيمة..!

2008 2019-06-09

مهند ال كزار

 

في دول المنطقة لا يمكن الحديث عن الديمقراطية, وكيفية تعزيزها قبل التأكد من وجود تعددية سياسية حقيقية, والتي لا زالت الى اليوم تبحث عن بداية وأفق للانطلاق.

مباراة كرة القدم لا يمكن أن تبدء بلاعب واحد, والا تحولت الى أستعراض للبلياردو.!

العقلية الانفرادية في قيادة الدولة العراقية, بقيت في أشكالية معقدة مع نظام الحكم الجديد, والذي أخذ طريقة منذ عام 2003.

لم يكن هناك بديل عن العقد الاجتماعي(الانفراد مقابل الرفاه الاجتماعي) والذي سوف يوصلنا في نهاية المطاف الى طريق مسدود.

معايير الديمقراطية تعتمد على قيم ومبادئ موضوعية مجردة, ترتكز على المساواة في الفرص, والكفاءة في التوظيف, لكنها أصطدمت بعقلية القيادة الانفرادية منذ بداية النظام السياسي الجديد.

عمقت هذه العقليات من فجوات التهميش والاقصاء, ومنحت العنف المشروعية, والاستبداد تسلطية أكبر, داخل مفاصل ومؤسسات الدولة.

الاجراءات الشكلية التي رافقت تشكيل الحكومات المتعاقبة في العراق, من أشراك وتوافق وأرضاءات, أبتدعت للحد من التغلب والاحتكار معاً, لكنها في أرض الواقع ليست سوى تكريس للرمزية, والخضوع, فيما بقيت الاجهزة الامنية المحيطة تترقب وتتربص بمن لا يتمسك بأجراءات المبايعة للرئيس.

مايطفوا من الافراط غير المعلن في النفقات, ومنح امتيازات مفرطة للمسؤولين الكبار, جميعها تعتبر علاقة فاسدة, بين البيروقراطين الجدد والسلطة, مما ساعد على هدم دولة الرعاية والرفاه, التي ترعى الفقراء والطبقة الوسطى لصالح طبقة جديدة مقتدرة مالياً ومهنياً.

تبرير غياب العدالة, وقلة الوظائف, ووقف القروض, تحت غطاء بناء الدولة, لم يكن الا من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققوها؟ ولا يعاني منها سوى المواطن والموظف البسيط, بحيث لم يبقى للفقراء من الوطن سوى المستمسكات الرسمية.

أن الاحتكار هو قرين الفساد دون تردد, ان النظام التعدد الحزبي القائم على التطاحن من الحماقة أن يقال عليه انه السبيل الوحيد لتسيير دفة البلد نحو مصلحة مواطنيه؟

هذه الممارسات أوصلت الجميع الى الاحباط, وألجمت خيول الوطنية, وقيدت مصالح البلد, وأطلقت المصالح الشخصية, بعد 16 عاماً من العملية السياسية, التي كنا ننتظر منها اصلاح ما أفسدته الانظمة الشمولية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك