المقالات

من هو روح الله ؟

1765 2019-06-05

أحمد كامل

 

وأنا أراقبُ واتطلع عما كتب عنه في صفحات كثيرة ،
وشهادات عديدة من المقربين منه في ذكرى رحيله، عسى وأن أجد إجابة لتوارد أسئلتي تجاه تلك الشخصية التاريخية ، والتي عاصرناها دون أن نعرف ثناياها ، وأقصد نحن عامة الناس ، ومن هم كانوا غير مدركين الحياة خلال فترة حياته .
قصص حياته مليئة بالعجائب .
وسيرة حياته تعطيك لمحةً يسيرة ، وتطلع على مشهد يمثل آل بيت النبوة ، من الزهد والتقوى والصبر والعشق الإلهي.
شخصية عند المرور في سيرتها تتمنى أن تتوقف عقارب الساعة عن الدوران ، شخصية في طياتها عالم عميق من الروحانيةِ ، وتجعلك هائم في تأمل لا حدود له ، تنقطعُ فيه عن الدنيا وملذاتها ، تعرف قيمة الإنسان من خلالهِ ، وتتعرف على صفات أصحاب الأئمة من صفاته .
يذكرُ عنه في زهده وتقواه أن ذات مرة اشتهت نفسه أكل البطيخ فجلب واحدة ووضع عليها ملحاً ، فاستغربتْ زوجته عن سبب ذلك بتغيير طعم البطيخ ، رد عليها إني اعاقب ُ نفسي للكفِ عن ملذاتِ الدنيا ، واكبحُ لجامها كي لا تسير في عنانها.
قائد ثورة أشبه بمعجزة في إقامتها، تبعه الملايين بدأ بنهضة عملاقة في التطور على الرغم من مجابهة جميع الدول ضده ، وحد َ بين طوائف إيران ومذاهبها ، لم يستثني أحد في الحصولِ على خيراتِ بلده ، والدليل على ذلك عند زيارتنا لإيران لا يمكن التفريق بين الإيرانيين من خلال مناطقهم ولا يمكن معرفة مذاهبهم ، فالجميع يعيشون تحت حماية القانون دون تمييز .
ومن أمثلة زهدهِ أيضا ، فقد عاش ورحل وهو يعيشُ في منزل مستأجر ، ولم يشتري منزلاً او يستملك ُ وهو زعيماً للثورةِ الإسلامية.
ولم يقفُ عند حياته فحسب بل كانت من ضمن وصاياه ، أن لا تمنح مراكز سياسية أو قيادية لأسرة بيت الخميني حتى لايستغل هذا اللقب في أمور دنيوية .
فكان شديد الحرص على إقامة دولة العدل الإلهي في إيران ، والتحضير لاقامتها في العالم أجمع من خلال صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر المهدي عجل الله فرجه الشريف .
ومن أمثلة قوة صبره ورباطة جأشه ، أن خبر استشهاد نجله السيد مصطفى خميني عندما اغتيل في العراق ، جاء الخبر للأمام الخميني وهو يحاضر في محاضرة دينية عندما همسوا في أذنه نبأ استشهاد نجلهم ، هز َ رأسه وقال دعوني الآن أنهي محاضرتي .
وعن معاجزه قيل أحد الأطباء المشرفين على علاجه ، أن الإمام الخميني قد أصيب بمرض سرطان المعدة ولأسباب مجهولة توقف عنه المرض في سنة ١٩٧٩ ولأسباب مجهولة أيضا عجز الأطباء عن معرفتها أن المرض عاود نشاطه سنة ١٩٨٩ ، وكأن المرض كان يعرف أن الثورة في بدايتها ويجب ان توضع لها الأسس المتينة على يد زعيمها وقائدها الإمام الخميني .
كذلك من معاجزه بعد وفاته أختلف المجتمعين حول مكان دفنه ، وضاقت بهم السبل بسبب السيول المليونية البشرية والتي اعاقت تحركات الجنازة ، حتى اضطروا لدفنه في مقبرة الشهداء مكانه الحالي ، عندها تذكروا دعاؤه الدائم ( اللهم اقبلني مع الشهداء ) .
رحل روح الله الخميني تاركاً خلفه دولةً تقفُ بمصاف الدول العظمى وشعبا ً ابيا ً يقف خلف ثورته بقوة وإصرار ٍ قلَ مثيله .
قد أكون عاجزاً عن التحدث عن شخصية مثل الإمام الخميني ، لكن هذا ما استطعت معرفته بشكل أيسر اليسير ، من خلال الذين عاشوا بقربه ، وهناك مئات القصص والروايات التي تتحدث عن سيرة الإمام يعجز عن تلخيصها مقال محدود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك