المقالات

قضية القدس من دواليب  الحكام الى ضمير الامة

2230 2019-06-03

 علي الطويل

 

بعد توقيع معاهدة كمب ديفد السيئة الصيت بين السادات واسرائيل ، وبسيناريو  محكم واحداثه طويله اريد به ابتلاع فلسطين والقدس وبطريق تكون بدايته كمب ديفيد ، عند ذاك اجتمع الحكام وبمؤتمر استعراضي اعلامي دعائي وقرروا معاقية مصر على فعلتها بالظاهر وكان اكثرهم مساهمين بل لاعبين بالباطن ومن وراء الستار في حياكة المؤامرة بل وان اغلب فصول السيناريوا قائمة على مواقفهم وادوارهم ، وما ان مضت سنين قليلة على المقاطعة حتى رايناهم يتسللون واحدا واحدا لارضاء حاكم مصر في حينها معتمدين على التبريرات الاعلامية والاعذار المختلفة للتغطية على سلوكياتهم وتصرفاتهم ومعتمدين على النسيان ( كما يضنون) الذي يغلف العقل العربي بعد مضي السنين ، الا ان ذلك لم يمر دون ان تعي الجماهير نتيجة واهداف هذا الفعل بل شخصت ذلك ولكن الشعوب العربية مغلوبة على امرها ومحكومة بالحديد والنار فعجزت عن فعل شيء.

 عند ذاك استشعر الامام الخميني الكبير (رض) الخطر الذي يدور والمؤمرات التي تحاك لبيع القدس وباثمان بخسة نتيجة التبعية والولاء الذي عليه كثير من الحكام العرب لامريكا واسرائيل ، وللتخلص من الضغوط الامريكي وحتى يحافظون على كراسيهم المصنوعة اساسا في امريكا وبريطانية راعيتا الكيان الاسرائيلي ، عندها افتى فتواه الشهيرة بان يكون اخر يوم من شهر رمضان يوما لنصرة القدس وادانة  اسرائيل ومن يرعاها امريكا  زعيمة الاستكبار العالمي والدول السائرة في فلكها ، وكانت تلك الفتوى نقلة نوعية فذة لقضية القدس من ادراج مكاتب الحكام يتداولونها كيف شائوا الى ضمير الامة يتجدد ذكرها كل عام ،  في شهر مقدس لدى جميع المسلمين وفي يوم مقدس لدى جميع المسلمين ايضا الا وهو يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان .

وكان لتلك الفتوى اهداف متعددة منها :

1. اشراك الجماهير المسلمة في كل العالم في هذه القضية باعتبارها قضية اسلامية تتعلق بعقيدة جميع المسلمين .

2.اخراج القضية من قبضة الحكام العرب الذين تهيئوا لنفض ايديهم بل بدأو في وقتها بالتخلص منها عبر صفقات ثنائية وجماعية ولازالوا يحاولون وما صفقة القرن المزعومة الا واحدة من تلك المحاولات التي تهدف الى بيع القدس.

3.اراد الامام الخميني ان يبرهن ان قضية القدس ليس قضية ذات بعد ضيق قومي مثلا حتى يتصرف مجموعة بها كما يحلوا لهم بل هي قضية عامة للمسلمين جميعا .

4.استشعر الامام الخميني بفكره الخلاق وبصيرته النافذة ان اسرائيل لن تتخلى عن جرائما ، وان الحكام العرب وعلامهم سوف يغطي على هذه الجرائم لخدمة هدف الصفقة ، لذلك فالمظاهرات سوف تكون للتعبير عن سخط واستنكار دائم لهذه الجرائم والافعال الاسرائيلية الشريرة  الشريرة .

5.ايجاد قوة ضاغطة مستمرة لاشعار الحكام الخونة والقوة التي تتلاعب بمصير القدس بان الجماهير سوف لن تسكت عن افعالهم ومايتبنونه من مواقف متخاذلة

6.ان تكون قضية القدس عاملا قويا للوحدة الاسلامية التي تتخذ القدس قضية محورية لها

وبعد مضي هذه السنين الطويله على تلك الفتوى نراها كل عام يكبر صداها وتتسع رقعتها بل انها اصبحت في هذا الوقت مثار قلق وتوجس امريكي صهيوني وحكام خونه كبير لقوتها وفاعليتها ، بل انها اصبحت منبرا للتعبير عما يختلج ضمائر المسلمين  من الم تجاه ما الت اليه الامور بيد الحكام العرب ومن ورائهم اسرائيل وامريكا ، ولعل سرة تدبير صفقة القرن التي اعلن عنها  والمحاولات للتعجيل بعقدها ؛ رغم اننا نكاد نجزم بخيبة هذا المسعى ؛ الان ذلك كله ياتي خوفا وقلقا من المستقبل الذي بدات بوادره تلوح بزوال هذا الكيان اللقيط وازاحته عن ارض فلسطين وتطهير القدس الشريف من دنسه ، عندها لايجدون الا الحر امام ملاذا ، وما مسيرات نصرة القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان الا واحدة من مثيرات هذا القلق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك