المقالات

في اخر جمعة من شهر رمضان ..قضية القدس من دواليب الحكام الى ضمير الامة.

1845 2019-05-29

علي الطويل

 

بعد توقيع معاهدة كمب ديفد السيئة الصيت بين السادات واسرائيل ، وبسيناريو محكم واحداثه طويله اريد به ابتلاع فلسطين والقدس وبطريق تكون بدايته كمب ديفيد ، عند ذاك اجتمع الحكام وبمؤتمر استعراضي اعلامي دعائي وقرروا معاقية مصر على فعلتها بالظاهر وكان اكثرهم مساهمين بل لاعبين بالباطن ومن وراء الستار في حياكة المؤامرة بل وان اغلب فصول السيناريوا قائمة على مواقفهم وادوارهم ، وما ان مضت سنين قليلة على المقاطعة حتى رايناهم يتسللون واحدا واحدا لارضاء حاكم مصر في حينها معتمدين على التبريرات الاعلامية والاعذار المختلفة للتغطية على سلوكياتهم وتصرفاتهم ومعتمدين على النسيان ( كما يضنون) الذي يغلف العقل العربي بعد مضي السنين ، الا ان ذلك لم يمر دون ان تعي الجماهير نتيجة واهداف هذا الفعل بل شخصت ذلك ولكن الشعوب العربية مغلوبة على امرها ومحكومة بالحديد والنار فعجزت عن فعل شيء.

عند ذاك استشعر الامام الخميني الكبير (رض) الخطر الذي يدور والمؤمرات التي تحاك لبيع القدس وباثمان بخسة نتيجة التبعية والولاء الذي عليه كثير من الحكام العرب لامريكا واسرائيل ، وللتخلص من الضغوط الامريكي وحتى يحافظون على كراسيهم المصنوعة اساسا في امريكا وبريطانية راعيتا الكيان الاسرائيلي ، عندها افتى فتواه الشهيرة بان يكون اخر يوم من شهر رمضان يوما لنصرة القدس وادانة اسرائيل ومن يرعاها امريكا زعيمة الاستكبار العالمي والدول السائرة في فلكها ، وكانت تلك الفتوى نقلة نوعية فذة لقضية القدس من ادراج مكاتب الحكام يتداولونها كيف شائوا الى ضمير الامة يتجدد ذكرها كل عام ، في شهر مقدس لدى جميع المسلمين وفي يوم مقدس لدى جميع المسلمين ايضا الا وهو يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان .
وكان لتلك الفتوى اهداف متعددة منها :
1. اشراك الجماهير المسلمة في كل العالم في هذه القضية باعتبارها قضية اسلامية تتعلق بعقيدة جميع المسلمين .
2.اخراج القضية من قبضة الحكام العرب الذين تهيئوا لنفض ايديهم بل بدأو في وقتها بالتخلص منها عبر صفقات ثنائية وجماعية ولازالوا يحاولون وما صفقة القرن المزعومة الا واحدة من تلك المحاولات التي تهدف الى بيع القدس.
3.اراد الامام الخميني ان يبرهن ان قضية القدس ليس قضية ذات بعد ضيق قومي مثلا حتى يتصرف مجموعة بها كما يحلوا لهم بل هي قضية عامة للمسلمين جميعا .
4.استشعر الامام الخميني بفكره الخلاق وبصيرته النافذة ان اسرائيل لن تتخلى عن جرائما ، وان الحكام العرب وعلامهم سوف يغطي على هذه الجرائم لخدمة هدف الصفقة ، لذلك فالمظاهرات سوف تكون للتعبير عن سخط واستنكار دائم لهذه الجرائم والافعال الاسرائيلية الشريرة الشريرة .
5.ايجاد قوة ضاغطة مستمرة لاشعار الحكام الخونة والقوة التي تتلاعب بمصير القدس بان الجماهير سوف لن تسكت عن افعالهم ومايتبنونه من مواقف متخاذلة 
6.ان تكون قضية القدس عاملا قويا للوحدة الاسلامية التي تتخذ القدس قضية محورية لها

وبعد مضي هذه السنين الطويله على تلك الفتوى نراها كل عام يكبر صداها وتتسع رقعتها بل انها اصبحت في هذا الوقت مثار قلق وتوجس امريكي صهيوني وحكام خونه كبير لقوتها وفاعليتها ، بل انها اصبحت منبرا للتعبير عما يختلج ضمائر المسلمين من الم تجاه ما الت اليه الامور بيد الحكام العرب ومن ورائهم اسرائيل وامريكا ، ولعل سرة تدبير صفقة القرن التي اعلن عنها والمحاولات للتعجيل بعقدها ؛ رغم اننا نكاد نجزم بخيبة هذا المسعى ؛ الان ذلك كله ياتي خوفا وقلقا من المستقبل الذي بدات بوادره تلوح بزوال هذا الكيان اللقيط وازاحته عن ارض فلسطين وتطهير القدس الشريف من دنسه ، عندها لايجدون الا الحر امام ملاذا ، وما مسيرات نصرة القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان الا واحدة من مثيرات هذا القلق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك