المقالات

ثرثرة في شارع الفساد!

1470 2019-05-25

علي عبد سلمان

 

من المؤكد أن برنامج الإصلاح، يجب أن يحتوي عزما اكيدا، على محاربة الفساد والفاسدين، وهذا ما صرح به رئيس الوزراء عشرات المرات، وباتت مفردة الفساد واحدة من إيقونات حياتنا السياسية.

الحقيقة الساطعة، أنه لا يوجد فساد يقف في الفراغ معلقا!فجوهر الفساد يرتبط بوجود فاسدين، ولذلك ليس من المأمول محاربة الفساد، دون تعيين وتحديد واضح للفاسدين، وكشف هوياتهم دون مواربة أو خداع للنفس والآخرين..

لن تقوم للإصلاح أو التغيير قائمة، ما دام هناك من الإصلاحيين أو دعاة التغيير، من لا يزال مذعورا وخائفا، من الإشارة إلى حوامل الداء، والاكتفاء بتشخيص فضفاض للداء، وكأن الأمر يتعلق بأشباح تفسد في الأرض دون أن يلمحها أحد!

شيء حسن أن يتم تشخيص الفساد، وملاحقة مظاهره في الحياة العامة والمؤسسات، وفي الأجهزة السياسية والأمنية، والممارسات الجماعية وغيرها، مثلما يفلح الطبيب الماهر في تشخيص المرض، ومن ثم علاجه أو وصف الدواء المناسب له، لكن الاكتفاء بمجرد التشخيص المجرد ،دون تسمية الفاسدين ومواقعهم، يترك الباب مفتوحا للمناورة الكلامية والخلط ودخول الفاسدين أنفسهم في الثرثرة حول الفساد!

مثل هذا المسلك  يشيع عدم الثقة في الأوساط المتضررة من الفساد، ويشكك في مصداقية أي خطاب جدي، حول محاربة هذه الآفة الخطيرة، التي تنخر وتسفه دعائم حياة نظيفة تليق بالكائن الإنساني، ويفتح الباب أمام مصراعيه لشيوع مظاهر البلبلة الفكرية التي تتغذي منها التيارات النكوصية والظلامية، لمزيد من إحكام القبضة على عقول الناس وترويض نفوس الضعفاء والبسطاء منهم على الخصوص.

عندما يكتب كتاب معروفين، في موضوع الفساد بكل حمولته السياسية والأخلاقية، وتعلقاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويستعمل في وصفه ما يكفي ويزيد من العبارات الناقدة الرافضة لوقائع الفساد، مع ما يتطلبه فن الكتابة، من الاستطرادات والاستعارات المتاحة في القاموس البلاغي، وبكل ما يوحي به ذلك من "جرأة" في تسمية الداء، وبعض تفاصيله ومسمياته في الحياة العامة، يخال المرء نفسه أمام فرسان لا يشق لهم غبار، يمتطي كل منهم صهوة جواد أبيض، وقد جاء مبشرا بقدوم عصر النقاء المطلق، وحاملا سيف الحق الذي لا يساوم.

الثرثرة حول الفساد شراكة؛ كشراكة الذي يقول نصف الحقيقة ويخفي نصفها الآخر..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك