المقالات

الخليج على صفيحٍ ساخن

1284 2019-05-15


أحمد كامل

 

باتتْ الامور متشابكة وتزدادُ سخونة، يزدادُ معها الوضع ارباكاً وتأجيجاً ،وتبقى معها عصا البلياردو بيدِ امريكا فهي القادرة على حلحلةِ الامور او تأزيمها متى ماشاءت مصالحها .
فمنذُ ان وطأتْ امريكا قدمها منطقة الخليج ، والتي كانت دائمة التخطيط في خلقِ عذر مشروع للوصول لتلك المنطقة الغاية الاهمية بالنسبة لها ، لعدةِ امور منها سياسية او اقتصادية او تجارية، وتحقق لها ذلك في بدايةِ التسعيناتِ من القرنِ الماضي عندما هيأَ لها صدام حسين الفرصة الذهبية بذلك عندَ غزوه الكويت .
حيث ان مجيئها في ذلك الوقت لم يكن لفترةٍ مؤقتة، وهذا ما بانَ عليها حين دخولها الخليج ، عندما قامت ببناءِ اكبر قاعدةٍ لها في السيليةِ بقطر ، اضافةً الى قواعدها العملاقة في السعودية والكويت .
دأبتْ امريكا على اختلاقِ الازماتِ في المنطقة لتعزيزِ وجودها ،واصبحتْ تُشَبِهُ نفسها بالراعي الذي يحمي قطعانَ الخرافِ من خطرِ الذئاب المحدق بها ، حيث كلما استقرتْ الامور واستتب الامن في المنطقةِ ، تُوهِمُ قطعان الخراف ان هناك حركة مريبة لذئابٍ قادمةٍ لهم ، من اجلِ ان تقبض ثمن حراستها لوهمٍ زرعتهُ بين القطعان .
فحتى الربيع العربي لم تكن امريكا بمعزلٍ عن ما حصل فيه من تجاوزات وفتن نشبتْ في الدولِ التي مرَ فيها الربيع .
ان طموح امريكا يزدادُ ليس على منطقةِ الخليج فحسب ، بل وصلَ للجانبِ الاخر من الوطن العربي ، فأمريكا من اجلِ مصالحها واهدافها تُذيب كل الاهداف والمصالح الاخرى امامها حتى وان كانت قضايا انسانية او حقوقاً بشرية .
فتراها من جانبٍ تتغزل بقرونِ خروفِ الباديةِ ، وتصنع منه بعبعاً لينفر حقده ويهاجم القريبين منه دون تمييز ، هكذا اصطنعت امريكا من تحالف دول الخليج عندما هاجموا جارتهم الفقيرة وعز العرب واصالتها (اليمن السعيد ) بحججٍ واهية لتبيد الحرث والنسل فيها ،ٍ مقابل ذلك امريكا تقبضُ اموالاً من الخليجِ ثمناً لتأمينِ الغطاءِ الدولي مقابل مهاجمتها لليمنِ .
وفي الجانبِ الاخر من الخليج العربي ، زرعتْ امريكا الخوف لدى دول الخليج من خطرٍ قادم لهم من ايران ، وزعزعة الثقة في صدورهم ، وصار دفع ثمن حمايتهم بصورة علنية وامام الجميع ، عندما طالب الرئيس الامريكي (ترامب ) من السعودية دفع مبالغ حماية امريكا لدول الخليج خصوصا السعودية .
ويبدو ان حوادث السفن الخليجية بالقربِ من الفجيرة ، لم تكن امريكا بمنأى عنها ، بعدما قامت بألقاءِ التهمة على ايران لإثبات خطرها على المنطقةِ ، والحصول على الضوءِ الاخضر ، والتأييد الدولي بفرضِ العقوباتِ الشاملةِ على ايران ، والاستمرار بتسخينِ الوضع في المنطقةِ ، والتي كلما ازدادَ التسخين يزدادُ معها تبخر النفط الخليجي نحو الجيوب الامريكية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك