أمريكا عدو أزلي لكل شعب حر، ولكل فكر شريف.. وقد بنت سلطانها الجائر، على جماجم سكانها الأصليين- الهنود الحمر- وتمكنت من فرض هيمنتها وسيطرتها على مقدرات الشعوب، من خلال قيامها بخلق حالة من فقدان التوازن في السلوك السياسي العالمي، تحقيقاً لسعيها الحثيث؛ لأن تكون القطب الأوحد لمركز القرار السياسي في العالم. عبرت الإرادات السياسية العالمية عن مواقفها تجاه هذه السياسة- الإستكبارية- وهذا السلوك السياسي البغيض، كل بحسب مصلحته، وقد كانت هناك مواقفاً واضحة من التبعية المطلقة كما في السعودية ومعظم دول الخليج، ومن الممانعة والرفض المطلق، كما هو الحال مع إيران. كما كانت بين تلكم الحالتين من التبعية والرفض المطلقتين، مواقفاً تتأرجح- بدرجات متفاوتة- بين هذه وتلك.. وكان معيار القوة، وميزان المصلحة، هما اللاعب الأساس في تحديد مواقف التبعية أو الرفض، لمبدأ الهيمنة السياسية الأمريكية. من بين دول العالم، كان العراق قبة الميزان في الصراع الراهن، بين محورَي التبعية والممانعة، وكان قدره أن يكون اللاعب الأضعف سياسياً برغم كونه لاعباً أساسيا. الضعف الذي يعاني منه العراق، لم يك ليكون.. لولا أسافين التفرقة، والأبوان الشاسعة، بين مكوناته ومسمياته، وتشتت خطابه السياسي، وتغليب المصالح الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة، على مصالح البلاد العليا، وفي كافة الأصعدة. مع ذلك كله، لابد للعراق أن يأخذ دوره الريادي في المنطقة، ولابد له من إستغلال فرصته السانحة؛ ليثبت للعالم العربي، وللمجتمع الدولي، بأنه ليس بتابع لأحد، وأنه ليس صنيعة أحد، كما أنه لا يمكن أن يكون أداة بيد أياً كان للعدوان على أحد ما، سواءً كان من دول الجوار أو غيرها من الدول الأخرى. الدور الريادي للعراق، ممكن أن يكون حقيقة واقعة، فيما لو توفرت له عوامل القوة والثبات، من خلال وجود خطاب سياسي وطني موحد، وموقف شعبي مؤيد مطلق، وتشريع برلماني مشرف. ( الجدر ما يكعد إلا على ثلاثة) مثل شعبي، يدعو إلى ضرورة التوازن في حالة المواجهة وعند عملية إتخاذ القرار، ولا يمكن لأي كان أن يفرض إحترامه على غيره؛ دون أن يكون هو ذاته على ثقة تامة، بأنه في موقع يدعو إلى الإحترام، وعليه لا يمكن للموقف السياسي العراقي، أن يكون مؤثراً ومحترماً؛ ما لم يرتكز على قاعدة شعبية مؤيدة، وبرلمان وطني داعم، وقدرة عسكرية ساندة. عادل عبد المهدي سياسي أعزل يقاتل بنَفَسٍ طويلٍ وظهرٍ مكشوف، رجل أجلسه خصومه توافقياً، على مقعد في إفعوانية متسارعة من الأحداث المهمة والمصيرية، وأريد له أن يكون إسلامياً، مدنياً، ليناً، حازماً، شاملاً، وأن يسير على خطىً ثابتةً لتنفيذ برنامجه الحكومي بشكل مثالي، وسط الزحام السياسي العاجز عن اكمال كابينة حكوميةٍ، أو تسمية لجانٍ برلمانيةٍ حتى. مجتمع سياسي هجين، وطيف حزبي يعاني فشلاً ذريعاً، ويسلك سلوكاً توافقياً مريعاً، وشعب متعدد الولاءآت ، ومستهدف من كل الإتجاهات، وجيش وطني مرهون بالمحاصصة، وحشد شعبي، متهم- ظلماً- بالطائفية، لا يمكن لذلك مطلقاً، أن يصمد أمام إرادة أمريكا للبقاء في العراق، ولا الحيلولة دون نجاحها في محاولاتها الدائمة- إنطلاقاً من العراق- للنيل من صمود الشعب الإيراني الشقيق( لا سمح الله). ختاماً.. لابد من موقف موحد تجاه التواجد الأمريكي في العراق، ليس من أجل إيران مطلقاً؛ بل لتحييد دورها- أمريكا- في التأثير على القرار السياسي العراقي، والحيلولة دونها ودون إثارة الفتن في البلاد، وتمزيق أواصر اللحمة الوطنية، ولابد لساسة العراق وشعبه، أن يعوا الدرس جيداً، فما تجربة داعش عنهم ببعيد.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha