المقالات

عزيزٌ.. أبى ألا أن يكونَ العراقَ عزيزاً

1385 2019-05-11

حلا الكناني 

يرحل بنا التاريخ عبر محطاته، ويستوقفنا عند محطةٍ غاصت بمسافرين أودعوا قلوبهم عندها لتسافرَ بها حيث العزة، والشرف، وحيث الكرامة التي أبت إلا أن ترتدي ثوب الشهادة، والإباء، وكلما استقرت بها حيث إختها وجدوها تفيضُ عطاءاً، وصبراً على العاديات كبيراً.
تلك هي محطات آل الحكيم الكرام عند كل واحدة منها تجد النفوس حيارى في وصف حجم تلك التضحيات، وتلك القرابين الستينية التي اقتربت من مثيلاتها السبعينية لجدها الحسين عليه السلام، ولا عجب في ذلك لأنها ذرية بعضها من بعض.
ما دامت تلكمُ الأنساب شريكة الروح، و الهوى، ستجدها تنضح علماً، ولساناً صادقاً يميز بين الخبيث، والطيب، وإن كثُر الخبيث، وأعجبَ زُرّاعه، أولئك هم آل الحكيم، و عزيزهم الذي جاء يحمل على أكفّه أحلام موطنه العراق، ليستريح بها بين احضانه، ويضمّنها مسلة العزة، والصمود التي أودع فيها ذلك التاريخ العريق، لتكون منهاجا يسير على خطاه كل من رام الوصول الى حياة حرة كريمة.
انتهج عزيز العراق نهج آبائه الأولين، فراح ينسج نسيجاً ضمّ عراقاً بأكمله، ورسم لوحة امتدت بعمقها إلى حيث بابل، وآشور، وتلك الحضارات التي غذّت الإنسانية جمعاء علماً، ومعرفة، فاستوحى من الاهوار حرارة قلوب الامهات الثكالى، ومن سفوح الجبال قرابين سُيّر بها إلى مصيرٍ مجهول قضت فيه نَحْبَها، ومن ذراري الصحاري شهامة أبت ان تنحني ألا لربها، فصارت لوحة أشهر من الموناليزا في عمق تعبيرها، إنها لوحة اتقن الرسام صنعها لأنه رسم خطوطها من شرايين قلبه المثقل بالأسى على وطنه الجريح.
أراد عزيز العراق ان ينعم بلده بكل ما منّ الله عليه من نعمٍ شتّى، وأن يكسر قيود الظلم، والطغيان، ويقتل سلطان الفقر، والحرمان، ويخطّ بفكره النيّر مستقبلاً مليئاً بالنصر على الذل، والهوان، وآمن بأن ما كان للمولى عز، وجلّ ينمو، وما له من زوال، وأن القوة في الوحدة، والضعف في الفرقة، والانعزال، وأن الطائفية تنهش بجسد الأمة كما يفعل السرطان، وأن لا خير فيمن باع أهله بأرخص الأثمان، فاستشرف بذلك مستقبلا مهدوياً يحلّ في ناديه كل أمنٍ، وسلام.
جاهد أبا عمار في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين تاركاً وراءه مشروعاً عميقاً كعمق تضحياته، فأوصى بعراقه خيراً، ان لا تذل يا عراق، ولا تركع إلا لربك الذي جعلك حراً لا تُضام، واحذر شماتة الأعداء فإنها أشد من وقع الحسام، وخذ حذرك ان أنت أكرمت اللئام، وسارع الى الخير، واحتضن الكرام، فسلام عليك سيدي من عزيزٍ فارق الدنيا لا القلوب، وسلامٌ عليك من كريمٍ شقّ الى طريق الحق خير دروب، فنمْ قرير العين مبتهج الفؤاد، فإن عراقك لن يكون إلا كمثلك عزيزاً في أهله، شديداً على المعتدين حين النزال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك