المقالات

أسرى حرب الخليج الثانية.....والحقوق الضائعة

4540 2019-05-10

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

 

من الأهمية بمكان،إن الإنسان له كامل حقوق المواطنة في بلده تحت أي ظرف وفوق كل الاعتبارات العرقية والدينية والقومية والفئوية،وهذا مانصت عليه جميع دساتير العالم ،ومنها دستور الدولة العراقية.
وأسير الحرب هو مواطن،شاءت الضروف أن يقع أسيرأ بيد العدو ،حيث فقد حريته لمدة معلومة طالت،كما في حرب الخليج الأولى بين العراق وايران في بداية ثمانينات القرن الماضي؛أو مدة قصيرة كما في حرب الخليج الثانية بين العراق ودول التحالف الدولي في بداية عقد التسعينات من القرن نفسه،وقد يفقد البعض من الأسرى حياتهم أثناء العمليات العسكرية،او يصابوا بعاهات مستديمة.
إن النصوص القانونية الدولية ولوائح حقوق الإنسان في الأمم المتحدة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؛فهي ضمنت حق الأسير كاملة وغير منقوصة،لما عانا أشد المعاناة النفسية والجسمانية والإجتماعية،فوضعت فقرات من القانون الدولي،تولي هذه الشريحة الرعاية المناسبة،وتعويضها ماديا ومعنويا في البلد الأم بعد التحرير من الأسر.
لكن شريحة الأسرى العراقيين من الذين وقعوا تحت رحمة قوات التحالف الدولي ، عادوا من الأسر فلم يعاملوا وفق المعايير القانونية،من حيث مساواتهم مع أسرى الحرب العراقية الإيرانية ، فضاعت حقوقهم في دهاليز السياسة والتفسير الجائر لفقرات الدستور العراقي،واعتبروا خونه ومتخاذلين،كونهم سلموا أنفسهم إلى القوات المشاركة في الحرب.
وبعد بزوغ فجر التغيير في التاسع من نيسان عام 2003 ، وسن دستور جديد للبلاد يضمن حقوق جميع شارئح المجتمع العراقي، عاد الأمل من جديد في إنصاف شريحة أسرى حرب الخليج الثانية،لكن الأمل تلاشى هذه المره ، تحت طائلة التجاذبات السياسية المقيتة.
الذين أخذوا حقوقهم كاملة مكملة ، هم محتزي رفحاء في المملكة العربية السعودية دون أسرى حرب الخليج الثانية؛حيث سجلت سابقة غريبة في منح الحقوق،وذلك من خلال التصويت على قانون محتزي رفحاء ، الذي منح رواتب وامتيازات فلكية لمحتزي رفحاء وابناءهم وأبناء ابناؤهم ،بل وصل الأمر أن يمنح كل فرد من أفراد العائلة راتبا مستقلا بذاته؛ويمكن الإجابة على الأسئلة المحيرة التي تجول في خواطر المجتمع العراقي؛أن مشرعي هذا القانون هم من الطبقة السياسية ومن أحزاب السلطة الحاكمة وتحديدا من الأحزاب الإسلامية ، حيث أغلبهم من المستفيدين من هذا القانون سيئ السمعة ، القانون شرع ومرر الى البرلمان العراقي وصوت عليه ببركة هذه الأحزاب السياسية لأنها من شرع القانون وهي من صوت عليه وهي من جنت بركات هذا القانون.
وأخيراً فإن جموع أسرى حرب الخليج الثانية المعتصمين في بغداد،لن يهدأ لهم بال حتى يأخذوا حقوقهم المشروعة ، ومساواتهم مع أسرى حرب الخليج الأولى،لأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى ولو بالقوة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك