المقالات

قالت لي امي الحنون..! 

2008 2019-05-06

سامر الساعدي 


وصية الوالدة الحنون لي بعد ضياع الفرص الذي فرضه القدر عليه ، الذي لم يهزني ولم يميلني الى هوى الدنيا وغرورها ، امي تشاهد من حولي حاله تغير الى حالاً افضل من حالي وللعلم انا من اوصلتهم وساعدتهم في العمل ، لكن هم اغتنموا الفرص بغض النظر عن المبادىء والقيم الموسومة لبناء الفرد والمجتمع بما يرضي البارىء عز وجل ، 
علماً ان الذين كنت اعمل معهم كانوا اشخاص شرفاء مهنين واكاديمين وكانوا يساعدون الناس ، لكن هم وانا ما زلنا نرواح في مكاننا ثابتين على القيم والمفاهيم والالتزامات الاخلاقية ، 
انتظرت ان اكافىء من اشخاص يعرفون ما الذي فعلته في مساعدة الاخرين وكأني صاحب مطعم اراعي الزبائن والبي طلباتهم حد الشبع وانا لم اكل حتى ينتهي الجميع ، 
كنت احلم واحلم ان يأتي يوم من الايام اتطلع الى مكان يروق لي ويليق بي ، 
لكن طالت الايام ومرت سنين العمر ولم يتحقق الحلم ، 
فاجبت امي الحنون ، 
امي نحن في زمن وفي وقت الشرفاء قل نصيبهم من الدنيا وقل حظهم ، 
فتحيرت في الاجابة الى والدتي وضاعت الكلمات ووقفت محبوسةً في ذهني وفكري لعلي اجد جواب لكني لم اجد جواب ففضلت السكوت وندب حظي ، امي كانت تحلم بأني اتبوء مكانةً في المجتمع لاساعد الجميع لكن الطوفان طغى ورحلت السفينة وانا ما زلت انتظر على الرصيف ، 
حازم امتعتي منتظر سفينةً اخرى الى ان تجمد البحر وما عادت السفينة مبحرةً ، فقررت بعد انتظار طويل ان اغادر الرصيف المشوؤم الذي اخذ مني سنين واعوام وانا منتظر ، فحاولت التغيير في مشاوري وان ابدل طريقي بآخر ، 
اغير من الرصيف الى المحطة الا ان اوعيتي اصبحت قديمة بالية اكل وشرب الدهر عليها واصبحت الاجرة غاليةً جدا جداً ، حيث اني لا املك المال لكي اغير مساري نحو التطور في حياتي ، 
اصبحت الوظائف تباع وتشرى باموال باهضة الثمن ومكلفة السعر ، 
ماذا عساس ان افعل وانا ضمن خطة التطور والنهضة السريعة التي لم اسرعها مهرولاً ، 
اعتقد اتى اليوم الذي استطيع ان اجاوب والدتي وهو ( الندم ) على ما فاتني من حظوظ الدنيا ومن فرص ضاعت مني ، الندم الذي اصابني يلاحقني في ايامي وساعاتي وحين يجن الليل يقلقني في شغل فكري ماذا كنت فاعلاً لماذا لم اغتنم الفرص 
افكار وخطط ومشاوير ، 
قطعتها لكي استطيع ان اجد الخطأ من الصح واين انا واقف في دائرة الصح ام الخطأ، 
كذلك لم اجد الصواب فسألت اهل المعرفة والعلم لعلهم يسعفوني بالحل او جواب ، فكان الجواب ضاعت الاماني املك سراب مات الحلم قبل ان يولد ، 
امي الغالية قل حبر قلمي وجف ولم يعد يستطع الاملاء اصبحت اوراقي قديمة بالية لا تصلح للنشر ولااجد من يقرأها ، مرت الايام ودارت الايام وانا ما زلت احلم هل بفرصةً اخرى ام تلاشي الحلم ، مساري الان في محطة ملئت بلافتات مكتوب عليها لغةً لم افقها ولم اعرف ان اقرأها وكل من حولي لا يتكلمون لغتي لا يفهمون كلامي فلا يستطيعون اجابتي ، 
سألت نفسي اركب القطار ام لا ، 
في اي محطة احط ركابي ..! 
نظرت خارطة الطريق لم افهم مساره ولم اسلكه من قبل ،
تحطمت اختياراتي و تقهقرت كلماتي و شلت اناملي 
يا امي العزيزة .. اقبل يدكِ
ورفعت يدها الكريمة بالدعاء لي وقالت لاتحزن يا بني ولا تغضب ولا تندم ان الله مع الصابرين وهو اكرم الكرماء ان الله سوف يعوضك خيرا , وقالت لي ولا تستغرب و لا تستوحش يا بني من طريق الحق لقلة السالكيه ..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك