المقالات

حين ترقصُ الشياطينُ على جثمانِ الحقيقة!

1368 2019-05-01

حلا الكناني

 

عجيبٌ أمر هذا الزمان الذي اتبع الهوى، وصاحب أهل البليّة، والردى، وأغمض عينه عن الحق، فعمى، وحسب أنه سيترك سُدى، وما عرف ان الدنيا ستفنى، وان الآخرة خيرٌ، وأبقى.

غدا الحق عدواً لكثير ممن يرونه ظالماً أورثهم نقصاً في الأنفس، والثمرات، فأجمعوا أمرهم أن لا مُقام له بينهم، وبعد أن كان سيّدهم، صار أسيرهم، وصاروا به حيث ذلك المنفى اللعين، بعيداً عن اعين الناس ان يدركوه، وبينما هو جالس يسلّي وحدته، وإذا به بصوت شيطانٍ يجرّ في أذياله جحافلاً من مكرٍ عظيم، ولأنه مضياف الطبع رحّب به ضيفاً، وأجلسه مجلسه، فابتسم ضيفه المشؤوم ابتسامة صفراء تغيض الناظرين، وابتدأ حديثه ببسم الشر تبتدأ الشياطين.

أراك صرت منبوذاً أيها الحق، وتغّشاك الفقر، والبؤس من كل مكان، وأخشى ان أيامك اصبحنّ معدودات، وإن قارورة صبرك نفدت، وما لها من محيص، فاُترك عنك كبريائك وعزة النفس، واعترف انك اصبحت من العاجزين، فأجابه أن مهما جارت بيَ الدواهي، ومهما اعتزلني الناس، فما مصير أيام البلاء الا الانقضاء، وما لسلطانك على أحدهم من بقاء، وعندها سيدرك من صدّ عني أنه أضلّ نفسه، وأنى لها الرُجعى بعد فوات الأوان.

غادر حينها الشر يملؤه غيظاً راح ينفخه في جوف بوقه، معلناً عن حربٍ شعواءَ مخفية المعالم، مبيّتة النوايا على كل من آثر طريق الهدى على الضلالة، وما زال في انتظارِ سيّده الحق أن يعود، فاستيقظت جيوش الباطل من أجداثها، ساجدة راكعةً لسلطان مصالحها الذليلة، وتنكّرت بقناع الحق، وانتشرت في البلاد شرّ انتشار، فما هي الا أياماً معدوداتٍ، حتى صار في قبضتها العديد من رهائن لفتنٍ، ومكائدَ شتّى، وما نجا من الناس الا قليل، وهؤلاء الذين استعصموا نُفوا الى حيث سيّدهم، وبانتظارهم سنيناً عجافاً ستأكل من لحمهم، وتشرب من فيض دمائهم، لكنهم ادركوا أن مرارة الصبر خيرٌ مما يجمعون، وإن رقصت شياطين الباطل على جثمان الحقيقة، فسيبقى الحقّ حقّاً، ولو كره المبطلون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك