المقالات

عيونٌ أبصرتني الوجود...وبها عرفته

1338 2019-04-22

حلا الكناني

 

أمي كلمة تحمل بين طياتها ألف حكايةً وحكاية، مذ كنتُ روحاً بلا جسد كنتُ أشتاقها،وكنتُ أشعرُ بها تناغيني بصوتٍ ملائكيّ عذب يستلّني من أعماق أعماقي، ويأخذني إلى جنة تفوق الخيال، وتتعداه بأكثر من كثير، ومازال في نفسي وإن كَبُرت ذات الاشتياق وذات الحنين، بل إن حاجتي آليها تزداد في كل لحظة، تغيبُ عني الدنيا برمتّها، ولاتغيبُ عن ناظر القلب بُرهة.

لا اودّ التفكير للحظة انني سأكون يوما بدونها، ولكن هذا الأمر يجتاحني عنوةً من فرط فوبيا فقدانها التي ما لبثت تهدد سعادة ايامي، فأجد دموع جوارحي كلها تنهمرُ ، وأشعر برعب يهزّ أنحائي كلّها، فكأني بنفسي تتناثر أشلاءها، وكل واحدة منها تصرخ بكل ما أُوتيتْ من قوة (أماه لاتتركيني، وارحمي ضعف من لا يقوى على الفطام من احضانك)، فأنا بعدك لا أكون، ولن اعود من تشردي، وضياعي حتى تعودي وتحتويني من جديد.

اتأمل في نفسي في كل مرة، وأسائلها مالي أشعر بذلك الشعور الصبيانيّ، ألا يجب أن اكون أكثر من ذلك نضجاً؟فتجيبني النفس، وكيف لا وهي وجودي، وأن غابت سأرمي بذلك الوجود الى حيث لا رجعة، لأنني سأكون حينها بلا وجود يُذكر، وسأعود كما خُلقتُ أول مرة روحاً تبحث بين الارواح عن تلك الملائكية العذبة، وسأعرفها من بين الخلائق كلها، لأنها شفافة، وحانية وصوتها الشجيّ كصوت العندليب الذي يؤنس النفوس، وابتسامتها الساحرة تستبيح القلب، وتجعله يستريح على فراش من نور، ونظراتها الحنونة تفيض حبّا كفيضان المحيطات، وأحضانها الدافئة تهدهدني كأرجوحة من الازهار أُناظر جمالها تارةً، وأشمّ عبيرها تارةً أخرى، فتأخذني الى حيث لا اودّ العودة.

آلهي انك خلقتني، وخلقتها ، وسوف لن أكون يوماُ الا بها، ومنها، ومعها، وإليها، فهب لها كل ماتبقى من زهوتي، كي اظلّ أُبصر دائما من أبصرتُ بها الوجود،أُقسمت عليك يا مولاي بمن تحب أن لا تحرمني ممن علمتني معنى الحياة، ولم أعرف للحياة معنىً سواها، وان كنتَ جعلت الجنة تحت أقدامها، فاجعلني تراباً يقبّل تلك الاقدام، ويستنشقُ عبير جنتك منه، وان كانت لي عندك حسنات كتبتها، فزدها في ميزان حسناتها، واجعل موازيني كالديار الخالية، لتكون هي في جنانك العالية، وتكون النفس مني راضية، وان كانت في جحيمك جاثية، فراحة امي تكفيني وإن صرتُ الى ذلك الجحيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك