المقالات

الصهيونية للعرب دمتم بخير سالمين..!

2422 2019-04-21

علي عبد سلمان

 

منذ بداية تأسيس الحركة الصهيونية العالمية على يد (ثيودور هرتزل) اواخر القرن التاسع عشر,  الذي دعا اليهود للعودة الى ارض الآباء والأجداد على حد ادعائهِ (إيريتس يسرائيل) وبعد فترة طالب قادة الحركة بأنشاء  دولة منشودة في فلسطين, والتي كانت على جزء من الاراضي التي تسيطر عليها الدولة العثمانية, وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل, الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث, حيث  تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم .

وبعد تأسيس كيان الاحتلال الاسرائيلي اخذت الصهيونية توفير الدعم المالي والمعنوي, وهناك طرف آخر يصفها بالايدلوجية والعنصرية المتطرفة بطرد الفلسطينيين من ارضهم, ونشير الى ان أول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم,  اليهودي النمساوي عام 1890 وقد عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل, في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على ارض فلسطين , فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية, ومنذ ذلك الوقت وحتى عام 1948 بقيت دولة اسرائيل كائن مرفوض, لا يحظى بمقبولية من جميع الاطراف العربية والصديقة لها, وخلال الفترة مابين عام 1948 لغاية عام 2000 عملت اسرائيل على خلق بيئة تبعد عنها شبح التهديد المستمر,  من قبل الحركات الاسلامية المقاومة, الرافضة للوجود الصهيوني على ارض فلسطين, فاستطاعت للوهلة الاولى ان تخلق صراع عربي عربي, ثم تلاه صراع عربي ايراني, بعد رحيل نظام الشاه ومجيء نظام اسلامي قائم على اسس مغايرة , لتصنع من خلاله عدو جديد للعرب وقد نجحت في ذلك .

 تفاعلت المجتمعات العربية مع هذا العدو التي صنعته اسرائيل, وخاصة في المجتمعات ذات الطابع الغير متعدد المذهبية (المجتمع السني), سارت الاحوال بعد ذلك بحسب ما تشتهي السياسة اليهودية,  وليبتعد شبح الخطر الذي كان يهددها, ولكن برز عدو جديد يبدد الاحلام الاسرائيلية, وهذه المرة من العرب الشيعة, فالمقاومة اللبنانية "حزب الله" كانت خطرا حادق يهدد الوجود الصهيوني الغاصب, وهو وجه من اوجه الصراع بين (السنة والشيعة ).

وصراع السنة والشيعة هو صراع من نوع اخر, اججته اسرائيل بعد بزوغ الهلال الشيعي المقاوم على ارض الواقع  وبقوة, عمدت الصهيونية على خلق فتنة جديدة, كان بطلها هذه المرة التيارات الاسلامية المتشددة, ولعل افضلها بالنسبة لإسرائيل هي الحركة ( الوهابية ) وفكرها المتطرف, صُقلت افكار هذه الحركة بأيادي صهيونية بحتة, بمساعدة الانظمة العربية المتواطئة معها, وابرزها (قطر والسعودية ) فاشتعلت حرب طائفية طاحنة, وانشغل الاعراب بصراعهم الداخلي وابتعد شبح التهديد عن اسرائيل, وبدل ان يكون الصراع عربيا ـ ايراني, اصبح هذه المرة اصبح صراع عربيا - عربي, واستمرت السياسة الصهيونية بدعم هذه الحركات الى يومنا هذا, ولعل الاحداث الجارية في الاراضي السورية خير دليل على ذلك.

ومن وجهة نظر موضوعية  فان اسرائيل قد ارتكبت خطأ سيكلفها الكثير, اذا ما استمر الحال على ما هو عليه في سوريا, فقد بدأت الاوراق تتكشف امام الشعوب العربية, بالنسبة لاسرائيل وحلفائها من الزعماء العرب, واصبح التيار الشيعي المقاوم يحظى بمقبولية كبيرة في الاوساط الشعبية العربية لانه يمثل لها املا بمحو عار ذل الانظمة العربية وخياناتها ودسائسها ..

الصراع الحالي تحولت بوصلته الى صراع عربي ـإيراني، بمعنى صراع عربي ـ إسلامي ..ودام العرب سالمين!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك