المقالات

هنا سفينة يثقبها الساسة

1888 2019-03-11

علي عبد سلمان

 

بعد سقوط نظام صدام في نيسان عام 2003، كان هناك بوادر حدوث انعطافات جوهرية، ستمر على المنطقة . هذه الانعطافات الجوهرية، سببها الإطاحة بنظام البعث، المتسلط على الحكم في العراق .

لقد كان النظام في بغداد، خيمة فوق رؤوس حكام الأنظمة العربية، كان سقوط البعث له آثار وإرهاصات على كثير من قادة العرب .

كان موقف آل سعود، من التغيير، الذي حدث في العراق، موقفاً سلبياً، فقد سخروا كل أمكانتهم المادية، والدولية للجماعات الإرهابية . منذ اللحظات الأولى، لإفشال الواقع الجديد، الذي يمر به العراق، للحيلولة دون التغيير . كان ذلك ليس موقفاً فقط، بل كان مسعى ليصبح، من تباكى على سقوط خيمة البعث، التي كانت تظلهم بكل ما أوتوا من إمكانات . من الواقع الجديد، الذي كان نموذجا، لانطلاق شعوب المنطقة، التي كانت تقبع تحت الأنظمة السلطوية الشمولية .

لقد كان العراقيين في مخاض، جديد وعسير ونقصد أكثرهم، بل كلهم الشيعة، الذين خاضوا المعركة، مع نظام البعث العفلقي، على مدى 40 عاماُ . ابتدأت بانقلاب شباط عام1960، بسقوط النظام واحتلال العراق من قبل أمريكا . بل بدأت صفحة أخرى من جهاد، هذا الشعب الذي لم يرى يوماً، دون مقاومة للظلم والاستبداد .

حانت الفرصة التاريخية، بان يقودوا أنفسهم بأنفسهم، للمرة الأولى في تاريخهم، فامسكوا بتلابيب بعض الفرصة . حتى كتبوا دستوراً عام 2005، دائما لأول مرة، منذ أكثر من أربعة عشراً قرنا . لم يكن سقوط نظام البعث الصدامي، حدثا عابراً بل كان انطلاق، بناء دولة جديدة فتية مخالفة ،لكل ما عاشه العراقيين منذ معركة صفين، وعاشوراء في كربلاء .

مرحل بناء العراق كانت مدخل لبناء دولة، وشعب له استحقاقات تاريخية، وعلية واجبات . لقد عاش الشعب العراقي، أصعب مراحل الصراع، الفكري والسياسي والاجتماعي، على مدى الأزمنة بما حملته، من تراكمات كبيرة . عادت كل قوى الظلام، بما تحمل من أفكار وأطماع، لم تفارق عقولهم لحظة، لتقف بقوة إمام دولة مؤسسات، فاعلة يتشارك فيها كل الشعب، على حب بعضهم البعض .

تم دعوة القوى السياسية الأخرى، التي تنتمي للمكون السني، الأمر الذي لا يخلوا من الدهشة، ليكون همهم نجاة العراق، سفينة الجميع بل ثقبوها ليغرق من فيها .

لقد كان معدن بعض القوى، السياسية السنية، هو التعطيل والتخريب للعملية السياسية، غدراً وفجوراً وإزهاقا لدمائنا.

لقد كان دينهم دين معاوية، يفجر ويمكر، كقول أبا سفيان، على قبر حمزة(علية السلام)، سيد الشهداء شامتاً، (تلقفوها يا بني، أمية فأنة لا جنة ولا نار) . لا نقول كقولكم، بل نقول قول أمير المؤمنين علية السلام، (لا امكر، ولا افجر، فان المكر والفجور في النار).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك