المقالات

حكومة الفرصة الاخيرة


شذا الموسوي


في الاجتماع الذي عقد مؤخرا بين الرئيس برهم صالح والرئيس السيسي على هامش قمة شرم الشيخ العربية الاوروبية، غاب العلم العراقي، رمز الدولة العراقية،عن يمين الرئيس صالح كما تقتضي بروتوكولات الدبلوماسية، وقبلها بفترة قصيرة هبطت طائرة ملك اسبانيا على الاراضي العراقية وهي تحمل العلم القديم ذو النجوم الثلاثة بدلا من العلم الذي اعتمده النظام الحالي بعد 2003، اضافة الى حوادث كثيرة مشابهة ومتلاحقة كانها تحاول ايصال رسالة ما من المجتمع الدولي الى قادة العراق الجديد،فما هي هذه الرسالة بالتحديد؟؟؟؟
نحن لا نعيش وحدنا في جزيرة منعزلة بعيدة عن انظار العالم، على العكس تماما، فما يحدث في العراق يحضى باهتمام ومراقبة المجتمع الدولي، نظرا لما يتمتع به هذا البلد من اهمية سياسية واقتصادية وجغرافية وبشرية، كذلك لحداثة التجربة الديمقراطية فيه والتي كان يفترض ان تكون نموذجا يحتذى في الشرق الاوسط عموما، والعالم العربي على وجه الخصوص. لكن تعثر هذه التجربة، بل اخفاقاتها المستمرة، دفعت المجتمع الدولي الى الاستخفاف بالعملية السياسية وما تفرزه من مؤسسات ورموز، بحيث انها اوصلتها الى التعامل مع العراق بعيدا عن مقاييس التعامل مع الدول المحترمة من ندية والتزام .
والمجتمع الدولي لم يات بجديد في هذا المجال، فرسائله ليست الا انعكاسا لتصرفات القوى السياسية تجاه الدولة العراقية ورموزها، وتجاه بعضها البعض، فالسلطات الثلاث واحزاب السلطة تخالف الدستور بشكل متكرر، ولا تحترم القوانين التي سنتها هي نفسها، ولا تلتزم بابسط اصول اللعبة الديمقراطية الا حين تقتضي مصلحتها ذلك،ولا تحاسب من ينتهك سيادة الدولة او القانون، وتلتزم الصمت تجاه التجاوزات والانتهاكات المتواصلة لدول الجوار،لتوحي للعالم ان العراق دولة ضعيفة منقوصة السيادة، غائبة الارادة،لا يمتلك زمام امره، وهو بحاجة ماسة ومستمرة للمعونة الخارجية، حتى يبلغ الحلم ويستطيع الوقوف على قدميه.
وكما لايخفى على فهم اللبيب، ان القوى السياسية تتلقى تلك الرسائل التي ترسل اليها، لكنها على ما يبدو لا تبدي اي تفاعل تجاهها، ولا تاخذها الحمية في دفع الاتهامات عنها، او تبذل اي جهد لتغيير صورتها للرأي العام العالمي، فتستمر سادرة في غيها، غير ابهة او مكترثة لما يدور حولها، ما دامت السلطة ممسوكة بايديها، وما دامت الثروة وواردات النفط تجري كما تشتهي وتريد، وتصم اذانها عن النداءات والتحذيرات التي تطلقها القوى الراعية لهذه العملية السياسية، ومنها المرجعية الدينية، والامم المتحدة، ودول الاقليم،بان الفرص تنفذ منكم، ولا احتجاجات الشعب ومظاهرات السخط والاستنكار باتت تجدي نفعا، فتستمر بالصراع على المغانم الانية، والمكاسب الوقتية، دون الغايات الستراتيجية والمصالح العامة، ويتجلى ذلك واضحا في الصراع على الوزارات الشاغرة والوكالات والهيئات المسيسة التي كان يفترض ان تكون مستقلة!،رغم مرور عدة اشهر على تشكيل الحكومة والتصويت على برنامجها العملي الذي يتعذر تنفيذه بكابينة غير مكتملة...
بعد ايام سيعود مجلس النواب للانعقاد ثانية، وكما سمعنا فان اولى اولوياته هو التصويت على ما تبقى من وزارات الازمة، مع ذلك فلا يلوح في الافق بوادراي اتفاق ناضج بين القوتين الرئيسيتين( الفتح وسائرون) لتمشية الامور، واضفاء بعض التهدئة على المشهد السياسي، والالتفات الى مصالح الجمهور وحل المشاكل المزمنة التي يعاني منها المواطن، وكل ما يتسرب الى اسماعنا من كواليس الساسة ليس الا ما تعودناه من جعجعة بلا طحين... فهل ستضيع هذه المرة ايضا "حكومة الفرصة الاخيرة" ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك