المقالات

العراق وأن طال الغياب 


محمد كاظم خضير

 

هي الأقدار شاءت أن تعيش بلدي العراق أزمة اشتد اوارها، فأتت على الأخضر واليابس، وكلفتنا أرواحاً ودماء زكية من حرب ابناء الشعب ضد الإرهاب ، ! ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة، جراء الحرب وهو ما يشكل نزيفا للثروات العراقية ، كان جديرا ان تستثمر لصالح العراقيين اعمارا واقتصادا ومعيشة! لسنا بصدد التباكي على ماض تولى!، فرد الواقع محال، لأننا نؤمن ونسلم بالقضاء والقدر الذي اصابنا رغم جسامة الفعل والأثر، لكن جذوة الأيمان في قلوبنا، لا يمكن بحال من الأحوال ان تنطفيء، لمجرد احداث هي جزء من كينونة الحياة وسيرورتها بالطبيعة، فالشواهد التاريخية تضع امامنا وقائع الزمن الماضي، لتعيد الى ذاكرتنا صورة احداث مضت وان طال بيننا وبينها الدهر، فتجعلنا نستذكر لنقتنع بأن الحياة بطبيعتها لن تنتهي عند هذا الحدث او ذاك، فالاستمرارية صبغة الكون الفسيح وعجلة الكون دائمة الدوران الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا. الكثير تضرر من وقائع الأحداث في العراق وعانى ولا يزال، لكن باب الأمل لم ولن يؤصد ابدا، فمهما ادلهمت الخطوب واظلمت الدنيا، ستبزغ الشمس من جديد ويعانق الأمل وجوه اضناها الألم لتعود مشرقة مبتسمة بقادم افضل، صحيح نحن الآن نعيش وضعا مأساويا من حيث شظف العيش وعسر الحياة، لكن هذه الشدة لا يمكن لها ان تدوم، بل لا بد لها ان تزول ويخلفها وضع آخر، مؤكد انه افضل منها والطف، فما بعد الشدة الا الفرج وما بعد العسر الا اليسر، ليس هذا افراط في التفاؤل ولا تفريط بالاحساس بمعاناة الواقع، لكنه الاعتدال بين هذا وذاك ومسارا وفق النواميس التي ارادها الله لهذا الكون وما فيه، ومن هذا المنطلق ادعو مخلصا كل ابناء شعبنا العراقي الى تأكيد الإيمان بالقدر والإعتراف بأن ما نحن فيه الآن من سوء قد كتب علينا، وليس امامنا الا قبوله برضاء المؤمنين المخلصين الذين على الله يتوكلون، فلا تجعلوا اليأس يسيطر على قلوبكم ويوجّه تفكيركم ولندرك جميعا أنه مهما اشتدت الأزمات مآلها للانفراج بحتمية لا تقبل التأويل. ومن هذا المنطلق الأيماني، ليس شططا ان نتفائل ونتوقع الخير، لأن ذلك هو المنطقي وغيره هو الشطط ومخالفة ناموس الوجود، فهذه ليست دعوة للتفائل من باب التمني، لكنها دعوة للتفائل من باب الممكن الذي لابد ان يكون، هي رحلة مع الزمن تستوقفنا فيها محطات اجبارية في مسيرة قطار الحياة المستمر، لا نخطيء حين نقول اجعلوا العراق الواعدة الجديدة محطة سفركم، فقد اقتربت ساعة الوصول ، جهّزوا انفسكم وتسلّحوا بسلاح الايمان الصادق بالله والوطن، الا فأستعدوا للتصافح جميعا فوق رصيفها المزين بالورود، فلا تفوّتوا فرصة الاستمتاع بمراسم ذلك اليوم المشهود، حين نلتقي جميعا كل العراقيين في محطتنا الواعدة المرتقبة التي اسمها “ العراق ”، هيا استعدوا وانشدوا معنا جميعا انشودة الأمل: العراق وان طال الغياب !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك