المقالات

قيــــام؛ ما عدنا أقلام!


وسن ألمسعودي

 

دقّ جرسُ ألمدرسةِ, مُعلِناً بدأ ألدرسُ ألأول, لليوم ألأول, في ألصف ألأول!

لا؛ ليسَ جَرساً, بل بِضعُ رناتٍ, من حَديدةٍ قاسيةٍ على أخرى خاويةٍ, لا نَفعَ لها سوى صرخاتٍ بصوتٍ عاليٍّ, من أثرِ طرق ألأخرى عليها, لتُعلن للأطفال, بدأ عامهم ألجديد, بأصواتٍ من حديدٍ متهريء, إتفق هو ألآخر على تخويف تلاميذي.

براعمي ألصغيرة, إزدحمت في صفٍ صغيرٍ, لا يستوعبُ حركاتهم ألعابثةُ ألبريئة, ولا أعدادهم ألمكتظة, جاءوا مجبورين بين يديّ, فلقد أيعنت أعمارهُم, وحان وقتُ دخولهم ألمدرسة, وحان ألوقتُ للتربيةِ وألتعليم, وكما جرت ألعادة, ألكلمةُ ألأولى ألتي ينطِقُها ألمعلم حال دخوله ألصف, قيام؛

نهضَ تلاميذي مُتكاسلين, مستائين, فلقد سقطت حقائبُ بعضهم, على ألأرض ألمتدثرة بتراب ألعطلة ألصيفية, وبعض ألمشاكسين, مستمتعين, بالتدافع في (رحلةٍ) حطم ألعراق ألرقم ألقياسي, في حجم إستيعابها للتلاميذ.

ما عدنا أقلام؛

هذا جوابهم ألذي حفظوه دون قصد منهم, أو لعلهُ تنبؤ منهم بمستقبلٍ خالٍ من ألعلم حقاَ, في ضلِ سياسةٍ تعليميةٍ فاشلة ممنهجة, لتدمير ألواقع ألتربوي, وفي ضل مسؤولين تربويين؛ لا مربين.

درسنا ألأول يا أبطال؛ عاش ألعراق.

وستأتيكم ألأقلام, وألدفاتر وألأصباغ, وسنرسمُ وطناً جميلاً زاهياَ بألألوان, أنتم فيه ألأطباء, وألمهندسين, وألجنود, وألمعلمين وألعمال, ولن تكونوا بعد أليوم بدون معول ولا أقلام, ولنحفظ درسنا لهذا أليوم سنعيد ونكررها معاً, قيام؛ ولنرددها معاَ, عاش ألعراق.

ضحكوا مستهزئين بمعلمتهم, وكأنهم يقولون في نجواهم, ما بالُ هذه ألمجنونة, ترجوا ألحياة من أموات. معلمتنا؛ وهل ألعراق كان قد مات ليعيش!؟ وهل للأموات أن يحيوا من جديد؟

فلقد ضاعت ألأقلام, وجف مدادها, وأستبدلناها بألبنادق وأنهار من ألدم, فمعركة ألوجود أكبرُ من عِلمٍ لا ينفع, في وجود مهدد بألأنقراض.

ولعل وجودي أيضاَ لا ينفع, فألصف ورهبتهُ وقيمتهُ ألكبيرة, في ألجد وألأجتهاد, بات قصة من تراثنا ألأصيل, نرويها لأبناءنا, فيسمعوها بملل, ونتلذذ بسردها, لنعود بذكرانا لأيام جميلة, برغم قساوتها, إلا إنها أنتجت لنا أجيال, يتكأ عليهم ألوطن أليوم بمحنته.

اما أنتم يأ أطفالي؛ فخوفي عليكم أكبر من خوفي على وطني, لانكم ستكونون لقمة سائغة, لكل عدو مفترس في قادم ألأيام, في ضل سياسة تدمير ألأجيال, ألتي تنهجها وزارة ألتربية, من دخول عام, وأدوار ثلاث, ونجاح بدون حق وبالمجان, وهي تنشأ جيلاَ لايعي ألألتزام, وقيمة ألعلم وألمعرفة, فألحال في مؤسساتنا ألتربوية, بات يحتاج إلى وقفة جادة, ولا بد أن يعي ألجميع إن بناء ألجدران ليس مقدماَ على بناء ألأنسان.

تفضلو يا صغاري فدرسنا ألأول طويل.

جلوس؛ ماعدنا فلوس!

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك