المقالات

من هم الفاسدين المفسدين؟!

2265 2019-02-12

علي عبد سلمان

 

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر..

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر.

يمر العراق اليوم بمفترق طرق, فأما الهاوية, وما أدراك ما هي, غربان فوق هياكلنا العظمية تصيح, او طريق للأمل والنجاة من عواقب الفشل السياسي الذي حصدناه طيلة السنوات الماضية..

نعم فمجريات الأحداث لا تبشر بخير أن بقي الحال على ما عليه, المفسدين أنفسهم, والمخربون أنفسهم, وسياسة الأزمة نفسها..

لقد كانت الفترة الأخيرة مثقلة بالاحباطات المتكررة للشعب العراقي, ابتدأ من الفساد والتهم بالتأمر, إلى صناعة الرموز الطائفية, مرورا بلجان تحقيقيه وهمية, وتهريب السجناء, حتى ظهور داعش, والقتال العقيم ضد بؤر الإرهاب في ظل سيطرة القلقون على مقدرات الجيش وتكبيل الجنود الأبطال بقيود التخاذل وسرقة مؤنهم, لتكلل بالكذب والاحتيال الذي مارسه بعض النواب المفلسون, للحصول على مكاسب تقاعدية, حرمتها المراجع, ورفضها الشعب.

كل ما تقدم يجعلنا نؤكد أن مستقبلنا بهؤلاء اللصوص مظلم, هذا أمر يستدعي التغيير؛ وبهذا نرتب مسؤولية على كل عراقي غيور, أن يبادر من الآن لتصحيح مسار العملية السياسية, فيقولها بصراحة وبقوة : لا لكل من خرب بلادي, لا لكل من سرق قوت عيالي, وصولا لمرحلة الحسم ليعلن الرفض القاطع لبقاء الفشل والفاشلين..

ولكن من هؤلاء المفسدين؟ نحن بحاجة لتحديدهم وعزلهم, كي لا نقع في الخطاء من جديد, فيدخلوا في غفلة منا للعملية السياسية من جديد فتكون الهاوية؛ أنهم من حكمونا بالكذب والنفاق, أنهم من فشلوا في تحقيق وعودهم, أنهم من باعوا ارض العراق وخيره, من دون أن يجني العراقيون أي شي منها إلا الألم والهوان, هم أشخاص يعيشون على الأزمات, يشبعونك تصريحات فقط تصريحات, أشخاص لم ينزلوا إلى الشارع يوما, وان فعلوا ففي أوقات الانتخابات فقط..

أنهم أناس لا برنامج لهم, مزوريين اغلبهم, يحبون أن يتملقهم الناس, يحابون أهلهم وأقاربهم على العراق, مصلحتهم فوق كل شي, لا ذمة لهم ولا ضمير,... أوصافهم كثيرة وواضحين هم, فلا تعجبون, ولا تتصورون أنني أبالغ؛ أن مثل هؤلاء اليوم يتحكمون بمصائرنا, وبسكوتنا عن الحق, وبجورهم لا صفو اليوم, يذيقونا كدر فقهر, حتى بتنا جلد وعظم, من الهم والغم... أفعالهم بحقنا كبائر لا تغتفر .

فهل سنبقى ساكتين خانعين؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك