المقالات

ثائرونَ بألمقلوب؛ منَ ألقاعِ ألى ألقاعِ..!


 وسن ألمسعودي

 

ألأمة ألأسلامية, من أكثر ألأمم ألمتفاخرة بماضيها, ولها ألحق في ذلك, فهي بماضٍ زاخرٍ بألأنجازات, خاصةً في بداية ألقرون ألوسطى, وبألتحديد بين ألقرنين ألتاسع, وألثاني عشر ألميلاديين.

لم يسهم شعب من ألشعوب, في ألتقدم ألبشري, بقدر ما ساهم  به ألمسلمون في تلك ألفترة, فلقد ظلت أللغة ألعربية, هي لغة ألعلوم. وألاداب, وألرقي ألمعرفي وألفكري, لمدة قرون, في جميع أنحاء ألعالم ألمتمدن آنذاك, وقد فاقت ألكتب ألمكتوبة, بأللغة ألعربية, عن ألطب وألآدب, وألجغرافيا وألتاريخ, وألفلك وألرياضيات, حجم ما كتب بأي لسان آخر, وإن ألقدرة على ألإبداع, في حضارةٍ عالميةٍ, كألحضارة ألأسلامية, ألعريقة وموسوعة بهذا ألحجم, في حوالي ألقرنين من ألزمان, أمرٌ يمكن وصفهُ, ولكن لا يمكن تفسيره تفسيراً كاملاً.

إن ألغرب ألذي إستفاد بشكلٍ كبير, من إبداعات ألعرب ألمسلمين, في تلك ألفترة, وطوّرها إلى نظرياتٍ, ومناهج علمية, دُرّست فيما بعد, على مرّ ألعصور, لإعداد أجيالٍ متلاحقةٍ, من ألمفكرين, وألعلماء وألباحثين, سبقونا كثيراً في ألتطور ألعلمي, ألنظري وألعملي, فتحولت ألشعوب ألأسلامية, من مصّدِرةٍ للعلوم إلى مستوردةٍ ومستهلكةٍ لها, كما وآثروا ألتقدم, بثوراتٍ معرفيةٍ وفكريةٍ, على ألتباكي وألتغني على ماضٍ تليدْ.

ألفرق بين ألحضارتين, ألعربية وألغربية, قد يراه ألأنسان ألسطحي, فرق بسيط بين حرف ألعين وألغين, أي إنه لا يرى جوهر ألفرق, ويشغل نفسه بأمورٍ شكليةٍ, لا تخدمُ ألإنسانية, ولا تخدمنا نحن, كشعوبٍ عربية مسلمة, فإنجازات ألحضارة ألغربية, في ثوراتها ألنهضوية ألعلمية وألسياسية وألفكرية, خدمتْ ألبشرية, أكثر مما قدمناه نحن كعرب.

وعندما أراد ثائرونا ألتقليد من مقلدينا, أخذوا ألقشر وتركوا أللّب, وبدلاً من أن ننطلق من حيث إنتهى أجدادنا, لنسبق شعوباً كانت تقبع في عصور مظلمة, في وقت ذروة ألنور ألمعرفي ألاسلامي, نجد أنفسنا قد عدنا بثوراتنا الأسلامية المزعومة, إلى عصور ألجهل وألظلام.

فكل ألثورات ألتي رفعت شعارات الإسلام وراياته, لم تنقل حقيقة إسلامنا لشعوب ألعالم, إلا ثورة ألامام ألحسين عليه السلام ألخالدة, بل ألعكس؛ عندما يذكر ألأسلام, تذكر معه ألدماء, وقطع ألرؤوس وجنود غاصبين, وأسواق للرّق وألنخاسة, فهل هم حقآ ثائرين لأعادة ألأمجاد ألاسلامية؟ أم هم أداة بأيدي غربية, غايتها تحطيم بقايا مجدّنا ألباكين حوله.

ألكل يعلم أن ألوهابية, وألحركات ألسلفية ألمتشددة, مثل داعش وغيرها, هي صنيعة غربية, هدفها بث ألفرقة بين ألمسلمين وتشويه حقيقة ألأسلام, لأن ألفكر ألسلفي؛ لا يؤمن بالتجديد وألأصلاح, وإن عدوهم ألأول هو ألشيعة, فهم أشدُ خطراً من أليهود وألنصارى, حسب إدعائهم, فنصّبوا أليوم أنفسهم ولاة أمور للمسلمين, وباشروا بأنشاء ولاياتهم, ألخاضعة تحت حكم أمير ألمؤمنين, ألمنقذ ألثائر, للمجد ألاسلامي وللتأريخ ألعريق, ولكن هذه ألمرة ليست ألبيزنطينية ولا أسطنبول أنها بغداد؛.

إسلام جديد في دولة ألإسلام, لاهين بذبح ألموحدين, مدعين ثورة إسلامية, لكن ضد من ؟ فثوراتهم لا تؤمن بألأنفتاح وألحكم ألديموقراطي, دموية بحتة, هدفها ألعودة لعصور ألجاهلية, بئس ألمقلدين ألأغبياء, ألذين فهموا إن ألثورة غوغاء, يموج ألثائرين فيما بينهم, أيُهما يَهّدم؛ وأيُهم يَنبش ألقبور, باحثاً عن ألنفائس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك