المقالات

المواجهة الأخيرة

1668 2019-01-14

أثير الشرع

 

يبدو أن المواجهة العسكرية داخل الأراضي العراقية أو بمحيطها، قائمة لا محالة؛ وأن الشرق الأوسط سيشهد توترات جديدة ربما ستكون الأشد خطورة من الحروب والمواجهات السابقة؛ ربما ستكون المواجهة الأخيرة، التي ستفضي إلى تغييرات ديموغرافية واضحة، وولادة دويلات جديدة وسياسة جديدة وتطبيع قادم مع العدو الأزلي للعرب.

الولايات المتحدة تَعد العُدة لتغيير خارطة حلفاءها ونفوذها في المنطقة، وأن ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط، وتشكيل تحالف ضد طهران سيسود على المشهد القادم، وسيتم العرض الختامي بعد أشهرٍ قليلة.

أن جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الشرق الأوسط، الهدف منها طمأنة شركاء بلاده من العرب، وتوجيه رسالة لهم، بأن واشنطن تنوي الحفاظ على نفوذها في المنطقة؛ وستواصل الدفاع عنهم وعن مصالحها، نستدل من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا؛ بأن أحد أهداف رحلة بومبيو التي شملت العراق هي العمل على إنشاء تحالف معادٍ لإيران، يضم دول الخليج ودولاً آسيوية وأوروبية، فضلاً عن إسرائيل وهذه الإستراتيجيات كررها بومبيو خلال مباحثاته في عمّان والدول التي زارها.

بعض شركاء أمريكا في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية وإسرائيل، يتخوفون من إيران والأذرع الموالية لها؛ فيما يفضل آخرون إستئناف الحوار الطبيعي بين واشنطن وطهران من جهة وواشنطن ودمشق من جهة أخرى، بعض قادة العراق شددوا عبر تصريحات لهم بعدم السماح لأمريكا برسم حدود جديدة للعراق إنطلاقاً من كركوك؛ ونوهت بأن الردّ سيكون قاسيا،ً بدورها واشنطن أكدت بأنها لن تنسحب من الشرق الأوسط؛ وغيرت إستراتيجياتها في المنطقة.

تجربة العراق وأفغانستان، لا تزال شاهداً على الهزيمة التي تكبدتها القوات الأمريكية، وخطاب ترامب عن تغيير إستراتيجيته في المنطقة تمحور حول حماية الأراضي الأمريكية من تهديدات أسلحة الدمار الشامل، والأنظمة المعادية لأمريكا، أن السبب الرئيسي بعدم إنسحاب القوات الأمريكية من العراق؛ يرجع لإمتلاك الأخير، أكبر مخزون نفطي في العالم حالياً، وعلينا أن لا نتجاهل بأن الولايات المتحدة، هي أكبر قوة عسكرية وإقتصادية في العالم، وتمتلك قواعد عسكرية بمختلف أنحاء العالم.

ترامب الآن يبحث عن إستراتيجية؛ تمكنه من خلط أوراق العالم بأسره، و بالتالي فإن مسألة إنسحابه من سوريا، ما هي إلا مناورة لها غايات ورسائل موجهه، قد يفهمها البعض عكس ما ينوي ترامب، وأن تغيير الإستراتيجية الأمريكية لا تعني أنها ستتخلى عن إسرائيل و ستعمد على تعزيز العلاقات الإسرائيلية- العربية قدر استطاعتها، وهذا ما شهدناه في العديد من دول الشرق الأوسط، وربما العراق سيكون أحد تلك الدول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك