المقالات

الوجه الأمريكي القبيح!

2248 2019-01-13

علي عبد سلمان

 

مما لا شك فيه، إن دول العالم ذاهبة لبناء تكتلات دولية، وحتى أمريكا التي هي قطب العالم في مجالات عديدة لا سيما المجال الإقتصادي والسياسي والأمني، إلا إنها وخلال العقدين الماضيين، لم تدخل حرب إلا من خلال وجود حلف أو تكتل دولي معها، والأسباب كثيرة من وراء ذلك، أهم تلك الأسباب، تهيئة رأي عام عالمي، داعم لموقفها السياسي والعسكري من جانب، ومن جانب أخر تقليل نفقات الحرب، إذن الغاية من دخول أي حلف، إكتساب قوة مادية ومعنوية، وعليه ليس شرط أن أتحالف مع الأقوى، وإنما الشرط في التحالف، أن يجعلني قوي.. ذلك الحلف.

عقد العراق إتفاقية ستراتيجية، مع الجانب الأمريكي، وكان من المفروض أن تكون تلك الإتفاقية، دعامة قوية لأمن العراق، خصوصا" وإن أمريكا هي التي قادت حملت التغيير، ضد المقبور صدام، وكنا نتوقع بناء مؤسسة عسكرية دفاعية للعراق، من قبل الأمريكان، فحدود البلد مفتوحة على مصراعيها، لكل من هب ودب من الإرهابيين، وكنا نمني النفس، بوقف نزيف الدم، مع عقد تلك الإتفاقية المشبوهة، ولكن تبين من قادم الأحداث المتسارعة، إنها مصيدة والغرض منها، جعل أرض العراق، مرتع لفلول الإرهاب العالمي، ومكان لتصفية حسابات أمريكا، مع دول عديدة، تتقاطع معها في الأفكار والرؤى.

لقد أسهمت أمريكا، في إضعاف العراق وعلى كافة المستويات، وتحديدا" في الجانب الأمني والعسكري، حتى دخل داعش أرض العراق، وسقطت خمسة محافظات بيد التنظيم الإرهابي، وكان للأمريكان موقف المتفرج على تلك الأحداث، إلى أن تفاجئوا بفتوى الجهاد الكفائي للسيد السيستاني(دام ظله)، التي قلبت الموازين وأرغمت أمريكا بالتدخل، وعن طريق تحالف دولي مشبوه، كان من المفروض لذلك التحالف الدولي، أن يكون داعما" للعراق، ولكن مرة أخرى يدخل ذلك التحالف، ليدير مشروع الإرهاب(عش الدبابير) في المنطقة، ويتخلى عن مسؤليته القانونية والإنسانية بدعم العراق.

لقد إرتكبت أمريكا جرائم عدة، منذ دخول داعش لأرض العراق، فلقد أغمضت عينها وغضت طرفها، عن جريمة سبايكر، التي راح ضحيتها المئات من الشباب العراقي، لقد تغافلت عن نداءات وإستغاثات أهالي الضحايا، لتقع جريمة إبادة جماعية وبعلم أمريكا، ثم توالت الجرائم لسجن بادوش، وكذلك في منطقة السجر والملعب، وباقي المناطق التي قبعت تحت ظلم داعش، كان موقف الأمريكان، مرة يحد من تقدم قوتنا الأمنية، ورجال الحشد المقدس، ومرة يهئ الأسباب لتقدم داعش، وفي مناطق ستراتيجية، ودليل ذلك بمجرد تمركز القوات الأمريكية في قاعدة الأسد، سقطت الأنبار بيد التنظيمات الإرهابية.

إن أمريكا أثبتت إنها متمكنة من أدق التفاصيل، التي تجري على أرض العراق وسمائه، كما وإنها لا تعير إهتمام للحكومة العراقية، في مستوى التدخل في سيادة وأمن العراق، وهذه مخالفة للقوانين الدولية ، من ذلك تحتاج الحكومة العراقية، مراجعة لعلاقاتها الدبلوماسية الدولية، وتوحيد قرارها السياسي المشتت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك