المقالات

التسقيط والتسقيط المقابل.....عامل من عوامل هدم البنية الإجتماعية

1826 2019-01-05

عبد الكريم آل شيخ حمود

 

من الواضح والبيَّن في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات في أي بيئة صالحة؛ هو سيادة روح المحبة والتفاهم وعدم الانجرار وراء أساليب التسقيط،لأن تسقيط الآخر من شأنه أن يهدم القواعد الصحيحة للمجتمع الواحد وتشرذم البنية الأساسية التي أمرت بها جميع الأديان السماوية عموماً والدين الإسلامي بوجه خاص ؛ فالقرآن الكريم حافل بالنصوص القرآنية التي تحث على نبذ التسقيط ،ومن مصاديق هذا التسقيط هي الغيبة والبهتان التي تعد من أشد الأمراض الاجتماعية شيوعاً بين الناس.
خطاب المرجعية الدينية في خطبة الجمعة الفائته كان واضحاً ، حيث وضع النقاط على الحروف في هذا الصدد ؛بعد إستشراء ظاهرة التنابز بالالفاظ في الإعلام المرئي والمسموع على اوسع نطاق ،والمحرك هو حب الأنا والظهور بمظهر المتمكن؛ فكل طرف يريد أن ينتصر لرأيه عند طريق كيل التهم والنقائص للطرف الآخر.
الإعلام المزيف والموبوء شارك مشاركة أساسية في إشعال فتيل التوترات بين الأطراف المختلفة في طروحاتها السياسية،فكل حزب بما لديهم فرحون ،حتى لو جانب الحقيقة وسار عكس التيار ، فالسائد في جميع الحوارات والنقاشات على القنوات الإعلامية هو بروز مفهومي الجدل والمغالطة في النقاش والحوار،والإبتعاد عن الأسلوب الأمثل والانجع وهو طرح الدليل العقلي والبرهاني على مائدة الحوار لإثبات صحة أي من الآراء والأفكار المطروحة.
الدعوة إلى الحوار الهادف والاقناع بالتي هي أحسن، قد تكون مع العدو في معنى من المعاني وكما أوضحه المولى عز وجل في كتابه الكريم ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
النحل ١٢٦.
يجب أن تشدد القوانين الرادعة في محاسبة الذين يرمون الناس بما ليس فيهم،لان الوازع الديني والأخلاقي قد يفسر عند البعض ضعفاً،فلا جدوى من التوجيه والارشاد عند الذين أصروا أن يسيروا وفق أهوائهم ويحكموا على الآخرين بدواعي النيل منهم وانتقاصهم ،وهتك مروئتهم في أعين الآخرين فقد جاء في الأثر عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام):
من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس، أخرجه الله عز وجل من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك