المقالات

ترامب وعقدة الفشل الأمريكي

1056 2019-01-03

عبد الكريم آل شيخ حمود

 

منذ الإحتلال الأمريكي للعراق قبل خمسة عشر عاماً ، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة الى ربط مصير الشعب العراقي بمصالحها وإستراتيجيتها المعلنة في المنطقة الحيوية من العالم ، ذلك بتشكيل حلف عربي أمريكي ينضوي تحته الكيان الصهيوني ، فيما يعرف في الأدبيات السياسية بمشروع الشرق الأوسط الكبير ؛ لما يتمتع به العراق من ميزة جيوسياسية ترشحه ليكون خيارها الأول في إنشاء قواعد عسكرية جوية وأرضية تلعب دوراً محورياً في أي صدام عسكري بين عناوين هذا الحلف من جهة ومحور الممانعة والمقاومة الذي رأس حربته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة أخرى. 
يبدوا إن المعطيات على الأرض والحراك الأمريكي المحموم تسَّلِم بهذا الأمر ، فالزيارة السرية لترامب الى قاعدة عين الأسد الجوية والتي تعد إحدى أكبر القواعد الجوية في غرب العراق والقريبة من الحدود السورية ، وقبلها سحب القوات الأمريكية من سوريا وتمركزها في العراق ، وتصريحات ترامب حول بقاء القوات الأمريكية في العراق ، التي هي رسائل يبعثها ترامب الى الحكومة والأحزاب السياسية العراقية لترتيب الأوضاع العراقية ووفقاً لما تريده إدارة ترامب وفريقه المتطرف.
الأوضاع التي تريدها حكومة ترامب من الحكومة العراقية هي الإسراع بحل الحشد الشعبي وتحجيم دور فصائل المقاومة الإسلامية إلى أدنى مستوى؛لأن الأراضي والأجواء العراقية سوف تكون تحت تصرف القوات الأمريكية تحت شتى الذرائع،منها أن العراق قد وقع على إتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الجانب الأمريكي في 2008 التي تعطي الحق بالتواجد العسكري للقوات الأمريكية تحت ضروف معينة،وكلنا يعلم أن أمريكا تخلق الضروف المعينة هذه للتواجد العسكري متى ما شاءت إرادتها،بل إرادة اللوبي الصهيوني لتحريك الأحداث وفق معطيات جديدة على الأرض.
الشيء الواضح هو أن إدارة ترامب لا تريد تكرار الفشل الذي طغى على سياسات الإدارات الأمريكية السابقة ،بل لديها جملة من المخططات التي ربما يتفاجأ بها العالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك