المقالات

رايات وشعارات ونصب وتماثيل..!

1967 2019-01-03

علي عبد سلمان

 

زرت بلدان عديدة؛ وأكثر ما يلفت نظري فيها هي النصب والتماثيل، فمنها أقرأ تاريخ وحضارة تلك الشعوب.

في موسكو رأيت نُصُبا لعلماء كبار أسهموا في المعرفة العلمية، لشعراء مثل بوشكين، لروائيين مثل تولستوي، لأخماتوفا وشعرها الساحر.

في بومباي يلاقيتك عند بوابة الهند الشهيرة نصب باني الهند الذي لا نعرفه نحن! مهاراشيتاري، هذا الرجل الذي كرس حياته لبناء مدينة عظيمة حاكى بها لندن في التفاصيل الدقية..

في كل مكان ثمة نُصًب لها معنى معرفي ، وقرونا هو عمر النصب والتماثيل في كل أرجاء المعمورة، إلا هنا تماثيلنا ونصًبنا الصدامية، سيوف وسيوف وخوذ ودبابات ، حتى شعارات الأحزاب والكتل السياسية قلما تخلو من سيف أو خنجر أو حصان مع خارطة العراق.

إنها ثقافة العنف والقسوة والقوة، ثقافة صهيل الخير ومجنزرات الدبابات..حتى الجوامع بنوا منائرها على شكل بندقية الكلاشنكوف كما في جامع أم القرى الذي هو الآن مقر للوقف السني!

 لقد تعب شعبنا من ثقافة الأعلام والرايات والسيوف والبنادق والقبضات والخوذ الحديدية وكل الأفكار التي تستفز مكامن العنف والوطنية الزائفة، وأجدر بنا أن نختار أفكارا تبحث عن العراقة والجمال وتنشر قيم المعرفة، فهي الأبقى.

 لقد أزيلت بعد سقوط الطاغية عشرات النصب التي لم تعد تتلائم مع نزوعنا نحو غد إنساني ، وبقيت فقط تلك النصب التي تلامس الوجدان، كنصب الحرية وحمامات فائق حسن والأم، وتماثيل كهرمانه وشهرزاد، والحبوبي،والرصافي والكاظمي والمتنبي وعنتر وغيرها من النصب التي لا تسعى إلا لقيم الجمال والعراقة والمعرفة والذكرى الطيبة.

أما النصب التي كانت غايتها تمجيد الطغاة والقتل والوطنية الزائفة فهي زالت وما بقي منه الى زوال، ويكفينا علم من قماش نرفعه في الأوقات التي يتعين رفعه بها إحتراما وإجلالاًله، بدلا من هذا الإسفاف الواسع برفع العلم بنسختيه الحالية والصدامية في كل مكان يجوز فيه أو لايجوز...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك