المقالات

لايكون الاصلاح بالانحياز الى الذات

1725 2018-12-23

علي الطويل

 

من الظواهر الخاطئة التي تؤكد رسوخ الانانية، اوحب الانا ،والتي طفحت بشكل كبير في العمل السياسي العراقي ، وهي ظاهرة تضخم الحزبية التي اضحت من الامراض المستعصية التي يعاني منها المواطن قبل الوطن. فجميع التيارات والاحزاب السياسية العراقية ترفع شعار خدمة المواطن وعزة الوطن ، ولكن في الحقيقة هذا الشعار يتلاشى عند البعض عند اول اختبار ، كما انه يضعف عند اخرين ، وكانت تجربة تشكيل الحكومة العراقية الحالية اقرب مثل لما يحدث في الساحة السياسية من تحزب على حساب كرامة المواطن وعلى حساب الوطن ، فقد صار الصراع على المغانم السمة الاساسية لكثير من التكتلات السياسية العراقية ، حتى دب شعور لدى هؤلاء ان الحزب بدون موقع حكومي يعني الفناء ، ويرجع ذلك الى افتقار هذه الاحزاب لمنهج او خطة واضحة للعمل السياسي ، ووجودها واستمرارها مقترن بما تحصل عليه من امتيازات حكومية ومغانم تديم بها وجودها في الساحة الجماهيرية . وقد جرت هذه الاحزاب المواطن العراقي في صراعها وتكتلها وتمحورها ليكون الاداة في هذا الصراع ، ففي كل احتقان سياسي نجد انعكاس ذلك على الوضع المجتمعي وحياة المواطن ، فتجيشه في صراعاتها مع الاخرين مستغلة غياب الوعي السياسي والثقافي والانحياز العاطفي لدى طبقة واسعة من المجتمع العراقي ، وغياب الوعي هذا ساهمت فيه هذه الاحزاب كذلك لديمومة حركتها الاعلامية والسياسية التي ترسمها للمراحل اللاحقة، ويعد هذا الاسلوب من اخطر الاساليب التي سوف تكون نتائجها مدمرة على مسير العمل السياسي في العراق الان وفي المستقبل ، وذلك لانها تجعل الحزب ورئيس الحزب بديلا على الوطن ، وقد شخصت المرجعية الدينية في خطبتها الاخيرة ، وكعادتها دائما في مقام الناصح الامين على مصالح الشعب ،شخصت هذه الظاهرة ونهت عنها لانها تشعر ان الاحساس بالوطنية سوف ينعدم باستمرار هذه الظاهرة. ولعل هذا التشخيص جاء بعد ظهور بوادر متعددة منها استخدام اجهزة الدولة وومتلكاتها في الترويج الحزبي والتوجيه والتثقيف الى جهة معينة على حساب وقت العمل وخدمة المواطن .
فهل يعي هؤلاء السياسيون خطورة مايقومون به والاسترشاد برأي المرجعية للوصول الى ضفة الامان والانحياز للوطن قبل الانحياز للذات؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك