المقالات

التضاد بين العرف العشائري.... والدين والقانون.

1328 2018-12-17

عبد الكريم آل شيخ حمود

 

حيثما نجد حاكمية العرف العشائري في أي مجتمع من المجتمعات؛نجد غياب سلطة القانون،وفي أحسن الأحوال نجد تماهي القائمين على تنفيذ نصوص القانون مع سطوة رجال العشيرة ،الأمر الذي يعطي إشارة لأي فرد من أفراد العشيرة بأنه يمتلك شئ من حصانة ضد القانون؛إذا ما ارتكبه فعلاً جرمياً يطاله القانون.
والمجتمع العراقي كأي مجتمع قبلي في الجزء الغربي من قارة آسيا التي تمتاز بشيوع القبلية بشكل واضح ولافت للنظر.، حيث يكون ولاء أغلب أفراده للعشيرة قبل أي ولاء ،وربما يضمحل الولاء للوطن بل يكاد أن ينعدم عند بعض القبائل التي تعيش حياة البداوة.
الأمر الآخر في مجتمعنا العراقي وغلبة العشائرية وقانونها الصارم،هو وجود معادلة طردية فيه ، فحيث تقوى سلطة الدولة والقانون ، تضعف سلطة العشيرة ،بل تحاول إسترضاء القائمين على حكم البلاد ،والتزلف للحاكم حتى لو كان هذا الحاكم يمتاز بالقسوة وحكم الناس بالنار والحديد؛كما هو واضح في حقبة حكم الدكتاتور صدام حسين،حيث إستمال رجالات بعض العشائر العراقية ومن كافة المكونات القومية على أرض العراق؛وضرب بعضها ببعض أحيانا ، لإضعافها أولا وتنفيذ مآربه العدوانية ضد الآخرين ثانياً.
وكنتيجة حتمية لوجود التكتل العشائري في بلد مثل العراق؛ ينتشر العنف العشائري خصوصاً في مناطق محددة في وسط وجنوب العراق؛حيث يأخذ طابع دموي وتخريبي يطال المنازل والممتلاكات الخاصة لهذا الطرف المتقاتل أو ذاك؛والحكومة تقف أحيانا مكتوفة الأيدي ؛وفي أحسن الأحوال ترسل بعض القوات النظامية لفض النزاع وتنسحب إلى مواقعها لتترك التوتر العشائري بدون أي إجراء رادع،فضلا عن سحب السلاح من أيدي أفراد الإقتتال العشائري،ليتجدد في منطقة أخرى وبنفس العنف والسادية،لتنزف الكثير من الدماء والتي أكثرها دماء بريئة ليس لها ناقة ولا جمل في بعض الصراعات التافهه ؛سوى إرضاء (گليط العشيرة) وبعض المترفين فيها ، حتى يناطح إسم العشيرة زحل وهو الهدف السامي الذي لا يدانيه أي هدف؛حتى لو انتهكت الحرمات وصودرت الحريات المدنية، واقصيت تعاليم الإسلام وسلطة القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك