المقالات

العنف السياسي بين التمدد والإنكماش..!

1718 2018-12-17

أثير الشرع

 

جميع دول العالم وخلال العصور الفائتة شهدت عنفاً سياسياً فتك بمعايير الإنسانية، وأدى إلى نشوب حروباً وويلات حصدت ملايين الأرواح البريئة؛ من أجل حفنة من الدولارات! سنتطرق الى الدول العربية، وسنركز على العراق الذي شهد عنفاً سياسياً طال أمده وتوسعت سبله.

يعتقد معظم العرب ومنهم العراقيون بأن العنف هو الحل الأمثل للإستقرار السياسي والأمني، وهناك من يستشهد بتجربة الديكتاتور صدام حسين الذي أذاب خصومه ومعارضيه بالحوامض، كي لا يظهر لهم لا شعر ولابدن.

إن الدول العربية برمتها وبالأخص الدول التي تدعي "الديمقراطية" إنتهجت ضاهرة العنف السياسي للحيلولة دون تمدد الخصوم السياسيين ونجاحهم للسيطرة على مقاليد الحكم، فالعرب عندما تتعرض مصالحهم الداخلية للخطر، حتى من أقرب الناس إليهم، لايتوانون لطلب نجدة دول جندت مافيات مدربة لقمع الخصوم المعارضين؛ فما يحصل في العراق اليوم ليس وليد اللحظة، بل هي خطة طال أمد تنفيذها؛ وستؤدي الى كوارث تودي بأرواح الكثيرين الى التهلكة.

شهدنا خلال المرحلة السابقة، صراعاً سياسياً يشوبه الكثير من اللغط، بدأ قبل الإنتخابات التي عانت عزوف معظم أبناء الشعب العراقي؛ حيث حاولت الكتل السياسية برمتها التغطية على ماشهدته الإنتخابات من حالات تزوير وتحريف، وأضطر الخصوم الى التحالف مع أعداء الأمس، والعكس صحيح وبعد الإتفاق على آلية أختيار رئيس الحكومة وكابينته، أيقنت جميع الكتل بأن المشاركة في الحكم والمغانم أصبحت ضاهرة مكشوفة وغير مقبولة، وتشكلت تحالفات على أساس وطني بعيداً عن الأنتماء العرقي والمذهبي؛ حيث شهد العراق خلال الثلاث دورات الماضية تخندقات وتحالفات على أساس المذهبية والقومية والعرقية.

إن العنف السياسي سيشهد تطوراً خطيراً خلال المرحلة المقبلة، وسيأخذ مآخذ خطيرة تتسم بتصفية الخصوم والموالين لهم؛ وهذه هي لعبة المواجهة الأخيرة، فالساحة لا يمكن أن تتحمل أبطال عدة؛ وسيكون البقاء للأقوى مع عودة عقارب الساعة الى وراء وولادة نظام قمعي جديد أصبح قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ والداعم يقينا ستكون الدولة الراعية للإرهاب والعنف السياسي أمريكا وأعوانها.

فما سيحصل في العراق قريباً سيؤجج الشارع؛ وستتوتر الأوضاع الأمنية بعد إفلاس عرابي العنف السياسي المقيت، من الإستحواذ على مقود السلطة وستفشل الشعارات التي تتبروز بشتى الوان الوطنية والمواطنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك