المقالات

البيان رقم 10 .. وساعة الصفر

1238 2018-12-12

فؤاد الطيب

 
لم يكن ما حدث في العراق بالعاشر من حزيران للعام 2014 امرأ سهلا , ولعله لم يمر على العراقيين مرور الكرام , بل ترك آثارا مازالت قائمة حتى يومنا هذا , فالمواجهة المفاجئة مع خصم لا يمتلك أية قيم أو مبادئ , ويعمل خارج الأعراف الوجدانية والإنسانية , حيث كان السقوط المدوي لكافة المناطق الغربية تحت قبضة مجرمي داعش الإرهابية , له الصدى الأكبر والأخطر في العالم , وخاصة على مستوى مناطق الشرق الأوسط . 
هذه الحادثة الخطيرة أفرزت الكثير من المعطيات , التي اختلطت فيها عناصر الخيانة والإخلاص , وامتدت على مساحتها قيم جديدة , ومفاهيم مثلت النخوة الحقيقية للرجل العراقي والشاب العراقي , على مستوى حجم المواجهة مع هذا الخصم الغريب , من حيث الشجاعة والبطولات التي سطرتها جميع الأجهزة الأمنية ورجال الحشد المقدس خلال معارك التحرير . 
ولكن كان هناك الدور الأكبر الذي دفع بكل تلك الطاقة القتالية للمواجهة , والذي توسم في صدور البيان رقم 10 , ونحن نسميه بالبيان لأنه كان يمثل , القرار العسكري الأشد والأقوى , والمتمثل بفتوى المرجعية العليا بالنجف الاشرف للجهاد الكفائي , ففي الوقت الذي وقفت فيه جميع أجهزة الدولة ومسؤوليها , عاجزة تماما عن اتخاذ قرار يحرض على المواجهة والقتال , جاءت الفتوى التاريخية , في العاشر من حزيران عام 2014 , لتدفع بجميع الشباب والكهول من القادرين على القتال , للنزول إلى ساحات المعركة , لإزاحة الاحتلال الذي تعرض له العراق من قبل أيتام داعش ومن يقف خلفهم , الذين لا أصل لهم ولا جذور تجمعهم , سوى جذور الخسة والحقد المتراكم على مر التاريخ . 
ونحن إذ نحتفل اليوم , بالذكرى السنوية الأولى لاندحار جرذان الكفر والطغيان , ونرى الفرحة الحقيقية بالنصر الكبير الذي , أسست له المرجعية , وحققه رجال الحشد الغيارى , وأبطال الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة , لنعطي درسا تاريخيا بليغا , في قدرتنا على المواجهة مع خصومنا كيف ما كانوا , ومن أي جنس أو أي مكان قادمون . 
الاحتفال الكبير الذي شهده العراقيون بيوم النصر , كان نتيجة للتضحيات الكبرى والدماء الشريفة على ارض العراق , نتمنى أن تدوم أفراح العراقيين , وان نعرف من خلال هذا الدرس التاريخي , من هم خصومنا ومن هم أعداءنا , من الداخل والخارج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك