المقالات

عطر الانتصار ما زال فواحا, لكن المسؤولية قائمة


عبد الكاظم حسن الجابري

 

مضى عام على إعلان الانتصار على عصابات داعش المجرمة, بتحرير آخر قلاعهم الموصل, مضى عام والفرح لما يزال يعيش في وجداننا.

من أين للكلمات أن تُعًبِرَ عن أفراحنا, وكيف للجُمِل أن تصف سعادتنا, ونحن بين هاتيك الأفراح نمزج بسماتنا بدموعنا.

في خضم بعض الأحداث والمناسبات لا يمكن أن نجد تعابيرا مناسبة بحجم الحدث والمناسبة, وقد يكون البيان بالقول المزخرف أمرا غير محبب, لأنها أحداث ومواقف تحتاج لما يخرج من القلب نقيا صافيا دون تكلف.

نعم فرحتنا أكبر من توصف, وأفراحنا ليس لها حجم, فما حدث هو بالفعل أمرا إعجازيا, حيث نهض شعب مثقل بالآلام والآهات وأعزل من السلاح, ليتصدى لقوى لا تعترف إلا بالإرهاب والقتل, وتغذيها دول عدة, وتضخ لها أموال جمة نهض هذا الشعب الصابر ليصد هذه الهجمة ويردها خائبة منكسرة.

ما قيل أنه يحتاج لثلاثين عام للقضاء عليه, قضى عليه العراقيون ببضع سنين, وحينما وقفت أمريكا بثقلها وحجمها محذرة من هذا التنظيم التكفيري القادم, ومعلنة أن القضاء عليه يحتاج إلى سنين, قضى عليه العراقيون بفتوى بثلاث كلمات (جهاد بوجوب كفائي) صدرت رجل شيبة, بلغ من الكِبَرِ عتيا, يسكن في دار مستأجرة في زقاق ضيق بأرض النجف.

نعم أن الفرح عارم, والفخر لازم, لكن هذا الفرح لا يخلي المتصدين والمسؤولين والمجتمع من المسؤولية تجاه الشهداء وعوائلهم, وكذلك الجرحى والمقاتلين المستمرين بالمرابطة على السواتر, وعلى الحكومة أن تتخذ خطوات عملية لضمان حقوقهم ودعمهم بكل أشكال الدعم.

كما أن المسؤولية تحتم على المتصدين أن يدرسوا التجربة المريرة, وأن يأخذوا منها العظة والعبر, لكي لا تتكرر مثل هذه الحالات وأن لا تعود الانتكاسات الأمنية مجددا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك