المقالات

بين عقوبة الفياض وجزاؤه.. العراق إلى أين؟

1716 2018-12-07

كاظم الخطيب

 

تحترق الشوارع، تتوقف المشاريع، تتأخر الموازنات، تجوع البطون، تدمع العيون، تدفن الأحلام، تبدد الأمال، يصعق أبناء الشهيد برداً، تنهب المصارف، تمتهن المعارف، تهتك الستور، يقتل الغيور، تنهب البلاد، تذل العباد.. لا حساباً ولا عقاباً إلا للفياض.

تتوافق الكتل، تتصالح الملل، يستأنف العمل، يُحتَضن المُهَجرون ،يعلن الجهاد، يُستَشهَدُ الأولاد، تحرر البلاد، لا وفاءً ولا جزاءً إلا للفياض.

سلبية العبادي، ولصوصية المالكي؛ هما أبعد ما يجب أن نجدهما في سلوك السيد عبد المهدي، وأخطر ما يمكن أن يلون الطيف الوزاري المرتقب، والكابينة الحكومية- الناقصة- المرجوة، لعدة أسباب أهمها: الفشل الذريع، والأداء المريع، والإفلاس السريع، وغفلة الرعاة وشتات القطيع.. ولا بد للسيد رئيس الوزراء؛ أن يكون حازماً كما المالكي، وليناً كما العبادي، ووطنيا ليس ككليهما، وأن يحسم أمر الفياض بلين ووطنية.

إن كان الرجل-الفياض- ( أجل الله الأنبياء) نبياً؛ فنحن شعب يقتل الأنبياء، وإن كان الرجل (حاشاه) شيطاناً؛ فنحن شعب يحكمه رهط من الشياطين، بما يكفي لهلاك أمم.. دعوا الرجل لحاله، وليقطع هو نزاع القوم، بتنحيه شخصياً ؛ ليرفع الحرج عن كتلته، وعن رئيس الوزراء، وليفوت الفرصة على كتلة سائرون؛ في الشماتة به، حال تمكنها من إستبداله بغيره، وفوق هذا وذاك كله، حفظاً لماء وجه العراق بين الأمم؛ التي باتت تسخر من مجده وحضارته، وغدت تستقلُ قَدْرَهُ حتى إمارات البداوة التي هي بعد لم تُزِل وبر البعير عن ثيابها.

على الكتل المتناحرة سياسياً والمتلاكمة برلمانياً، أن تتوافق على شخصنية لها غيره؛ شريطة أن يكون على شاكلتها، ليس حباً بها ولا تنزيهاً لها؛ ولكن حرصاً منا على أن لا يختلفوا مرة أخرى؛ فتبقى البلاد بحكومة ناقصة، وبشخوص برلمانية على جراح الناخبين راقصة.

بالمقلوب.. كل شيء في العراق؛ بات يدار بالمقلوب، الدستور بات مطاطاً مرناً، والسياسة قد فاح منها عطراً نتناً ،وأصبح كل شيء في الإدارة له ثمن، والحديث عن إستيزار الوزراء أضحى ذو مراء وشجن، والساسة أصبحوا ينعمون في رخاء وقَصور، والشعب بات في شقاء وثبور.

أما والله، لو إنني فوضت بأمر هؤلاء النواب يوماً.. لجمدت لهم رواتبهم، ومنعت منهم إمتيازاتهم، وحجبت عنهم حصانتهم؛ حتى يتم التصويت على حكومة مستقلة كاملة، وإقرار الموازنة، وإقرار أهم القوانين التي تتعلق بسيادة البلاد، ورفاهية العباد.. ثم لأعطيتهم حقوقهم وإمتيازاتهم وبأثر رجعي، ولن أسرق أيا منها؛ فأنا لست بسارق مثلهم.

هل أصبحت كرامة العراق رهناً بكرامة الفياض وغيره من الرجال؟ وهل يعاقب العراق أو يثاب؛ بمعاقبة الفياض أو ثوابه؟ هل بات العراق لديكم ضئيلاً صغيراً لهذا الحد؟ كي يختزل بمقام شخص أو كتلة أو كيان؟ هل باتت لكم اليد الطولى على ولي نعمتكم-العراق- حتى تساووه بأمثالكم؟ هل أمنتم من نقمة الشعب؟ أم قد خدعكم طويل صبره؟ حتى سولت لكم أنفسكم أمراً، فصبرٌ جميلٌ، وأمدٌ قليلٌ، وسترون بأم أعينكم ، ثورة الشعب الأصيل، وكيف سيُحاسِب؟ وبأي مكيال يكيل؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك