المقالات

حكومة الدكتور عبد المهدي .. الى أين ؟

3695 2018-11-20

قاسم العبودي

 

أجمع كل المحللين السياسين , والمتابعين للشأن العراقي , بأن حكومة السيد عادل عبد المهدي ولدت في ظروف خاصة جدا , تختلف عن سابقاتها من الحكومات التي جائت . 
كلنا نعرف أن الأنتخابات الأخيرة كان التزوير هو الصفة الغالبة عليها . حيــــــث زورت الأنتخابات , وأحرقت جميع الدلائل التي تثبت ذلك . 
وحتى يثبت المزورون ( نزاهتم ) بعدم التزوير , قالوا سنجيء برئيس حكومة من خارج القوائم المتسابقة لقبة البرلمان . وفعلا جاءوا برئيس الحكومة الحالي الدكتور عادل عبد المهدي , الرجل ( التكنوقراط ) , الذي يعرفه القاصي والداني برؤيتــه الشمولية للعملية السياسية . 
أدعت القوائم الفائزة بمنح السيد عبد المهدي المساحة الواسعة لأختيار كابينته الوزارية , التي مرر أغلبها في الجلسة الأولى للتصويت , وبقيت ثمان حقائب شاغرة , ومختلف عليها . طبعا الحقائب المختلف عليها الثمان , كانوا مختلفين على أثنان منها فقط , لكن لكي يبرروا ( مؤامرتهم ) أضافوا الستة حقائب لكي تنطلي الكذبة على هذا الشعب المسكين . لقد عادوا ونقضوا أدعائهم بالتكليف الواسع للسيد عبد المهدي , وقد ظهر ذلك جليا , بعدم تمرير حقيبة الداخلية , التي هي حجر زاوية الأختلاف , ملحقين بها حقيبة الدفاع التي تكون قد حسمت داخل الغرف المغلقة . 
أدعت القوائم الكبيرة , أعتراضها على مرشح الداخلية السيد فالح الفياض , تحت حجج واهية وغير مقنعة . فتارة يقولون ( المجرب لايجرب ) وأخرى , لأن الفياض متربط سياسيا بحزبه ( عطاء ) , وهذه مخالفة دستورية , ويجب أن لا يمرر , كون وزير الداخلية والدفاع , يجب أن يكون ولائه للعراق فقط , وليس لحزبه الذي ينتمي اليه . 
لقد كذب الجميع بتلك الأدعائات , لسبب بسيط جدا , هو تحزبهم ومصالحهم الفئوية التي غلبت على مصلحة الشعب العراقي . 
أذن ماهي حقيقة الأمر ؟ 
الحقيقة كما تبدوا لنا , بأن السيد الفياض لم يروق لذائقة الكتلة المعترضة وهي كتلة سائرون البرلمانية وذلك لعدة أسباب . أولها , أن الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي , وهذه الهيئة سببت أحراجا كبيرا للأخوة في سائرون لأنهم لم يلتحقوا بها أبان الحرب المقدسة ضد عصابات داعش الأرهابية . 
وثانيا : في حال أستوزر السيد الفياض وزارة الداخلية , فأن عمل المنافذ الحدودية سيكون تحت أمرته , وبأمكانه تفتيت لبعض العقوبات الأقتصادية المفروضة على الشعب الأيراني , وهذا لا تريده معظم الدول الخليجية في ظل أنفتاح الأخوة في سائرون على المحيط الأقليمي الخليجي . 
ثالثا : وهو الأهم برأيي , هو أن الكتلة التي تعترض على قبــول ترشيح الفيــاض , تحاول العودة بقــوة لفرض أرادتها مع بداية تشــكيل الحكـــومة , حتى تستطيع في مراحل متقدمة من فرض قيودها حول أي تحرك للحكومة خارج سياقات وقراءات سائرون الذين يرون في أنفسهم الكتلة الأكبر . 
لكن يجب على السيد عبد المهدي في هذه المرحلة أبداء رأيئه بشكل واضح للشعب العراقي حتى يكون في خانة الصادقين , والأ فأن التأريخ لا يرحم المتخاذلين . هذا رأينا بكل صراحة , منتظرين ما تفرزه الأيام القادمة من تفاهمات , قد تبدد جملة وتفصيل ما ذكرناه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك