المقالات

شهيد المحراب..بساطة تحوطها هيبة المتقين!


قيس النجم

رجل ثوري بعيد كل البعد، عن حب الذات والدنيا، ذو خلق رفيع، وبنزعة روحية عميقة، في زمن يبست الضمائر، وقست القلوب على الأكثرية السكانية، فكان أبناؤه من الشيعة، في عزلة تامة عن القرار السياسي، لكن المرجع الديني السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بما يحمله من هيبة المتقين، وزهد المجاهدين في الحياة، إنتفض للدفاع عن حقوق الشعب المسلوبة، فمثل الجهاد ركناً أساسياً، للشهادة من أجل الكرامة والحرية.

 سؤال مؤطر بالحزن والأسى: لماذا أسُتهدف السيد الحكيم، في بواكير المرحلة التأريخية للعراق، بعد سقوط الطاغية المقبور؟ والجواب يقفز سريعاً: (لأنه القائد صاحب التجربة الوطنية الثورية، في مقاومة أعتى الطغاة، في القرن العشرين، المتمثل بالطاغية، وجهازه البعثي الدموي)، نعم رغم روحه الثورية، فإنه يمتلك حكمة ودراية كبيرة، في إدارة سياسة ما بعد التغيير، ولهذا أمسى خطراً، لمَنْ يسعى ليقتات على الطائفية والقتل، وهم يعلمون أن موت الأحرار، والثائرين في هذا الوقت، يعني القضاء على الروح الحسينية الإصلاحية، وبقاء الشعب مستعبداً، لقوى الشر، والضلالة، والتمييز الطائفي والقومي.

إن مشروع شهيد المحراب، وتحرير الأبواب المغلقة، كان يعني للعراقيين، (حرية وعدالة وإستقلال)، شعاراً رفعه حين إستنتجه، من خرير مياه الهور، ورقصات قصب البردي، في أهوارنا الحبيبية، فقدمه لشعب عانى ما عانى، من ثقافة الموت، التي زرعها الطاغية وأزلامه، طيلة أربعين عاماً، من البعثنة والعفلقة، التي لم تأتِ بنتيجة تذكر على الشعب، ولم تترك أثراً على حياة الفقراء، إلا بالمزيد من الدماء والمفقودين، الذين دفنوا في مقابر جماعية مجهولة.

 ارتسمت الفرحة في قلوب محبيه، وصار الأمل عنوانهم، في عودة شهيد المحراب، والأخذ بزمام الأمور في العراق الجديد، وسيما أنه أمسى رمزاً دينياً، مرجعياً وطنياً، يلتف حوله العاشقون للحرية، فقلوب اليتامى، وأبواب الرغيف، إنتظرت طويلاً لعودة أبن الإسلام البار، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، حيث كانت تمثل عودته، دليل نور، وتفاؤل لطريق الديمقراطية الجديدة، لكن الفرحة لم تدم، برحيله الى بارئه.

ختاماً: حياة إسلامية متحركة، بين الجهاد، والهجرة، والشهادة، قادها شهيد المحراب، فإمتلأ تأريخه سمواً، وشرفاً، وعنفواناً، أضاف الى كرامات، وبطولات آل الحكيم، ضد القمع والتسلط، وإن كان السيد محمد باقر الحكيم، قد غادرنا في رحلة الحياة الأبدية، على طريق سيد الشهداء، الإمام الحسين (عليه السلام) فإنه لم يرحل عن قلوبنا، وضمائرنا، فنحن أبناء الحكيم ومحرابه!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك