كاظم الخطيب
لكل شعب هوية، ولكل أمة ثقافة، ولكل وطن حدود.. فالهوية دالة، والثقافة لباس، والحدود كفن.
في العراق هويتنا هي حشدنا، والجهاد هو ثقافتنا ، وحدود الرحمن هي حدودنا.
عندما يكون الحشد هوية.. فلا ينطوي ذلك إلا على تلاحم شعبي، وتعايش سلمي، ونضال موحد؛ لتحديد مصيرمشترك، وذلك، من خلال التمعن في ألوان فسيفساء منظومة الحشد ومكوناته؛ التي هي كل مكونات شعب العراق.
عندما يكون الجهاد ثقافة.. فلا يسفر ذلك، إلا عن رجال قلوبهم كزبر الحديد، قد وضعوا أرواحهم على راحات أكفهم، إمتثالاً لتعاليم دينهم، وأوامر مرجعياتهم، ودفاعاً عن وطنهم، وعرضهم، ومقدساتهم.
عندما تبدأ حدودنا بحدود إلخالق، وتنتهي عند حدوده- سبحانه-.. فلا ينجلي ذلك؛ إلا عن إيمان مطلق بعدالة قضيتنا، وقدسية مهمتنا، وأحقية عدواننا على من ظلمنا، ولا عدوان إلا على الظالمين.
إن الشيء المفهوم عادة، والمعلوم عرفاً، أن تقوم الحكومة والكتل السياسية، والمنظمات المدنية، وفئات الشعب كافة؛ بدعم الجهد الحربي المقاوم للعدوان، وإدامة زخم المعركة لدحر العدو، وإفشال مخططاته.
إلا إن ما يحاك من مؤامرات، وما يلفق من أكاذيب، وما يذاع من أباطيل، حول شرعية الحشد الجهادية، وأحقيته بالدفاع عن كامل تراب الوطن، وعن سلوكيات المتطوعين، يثير عدة تساؤلات أهمها:
- من هم مقاتلوا الحشد؟ أليسوا هم من أبناء الوطن؟
- ماذا ينشد مقاتلوا الحشد. أليس تحرير البلاد، وإنقاذ العباد، من القتل، والعبودية والرق؟
- من خول رجال الحشد بالقتال؟ ومن مدهم بالمال والسلاح؟ أليس المرجعيات الدينية، وأبناء الشعب؟
- من الذي حفظ ما تبقى من ماء وجه العراق؟ أليس الحشد؟
- أليس عجيباً أن يقف أحد أبناء الشعب، ضد تأييد ودعم هذا الحشد؟ إلا إن يكون بن حيضة أو حرام!!
- أليس مخزياً أن يؤيد من يدعي الوطنية، دخول قوات غازية لبلاده؟ إلا أن يكون عديماً للشرف!!
- ألا يشحن الآفاق بغضاً؛ من يقول أنا، وأنتم، دون أن يعني العراق؟.
لقد تشكلت جبهة عريضة، ومتشعبة، من سياسيين حكوميين، ونواب برلمانيين، ولقطاء بعثيين، وكان في صدارة هذه الجبهة، قوى محلية -بربر زانية، ونجيفية - وقوى أقليمية: تركية- قرد أوغانية- وسعودية- تعوسية – وقطرية- موزوية- وقوى عالمية: أمريكية، وأوربية، وعموم مفاصل الوجود اليهودي في العالم، وكان أشد هؤلاء، كرها وبغضاً لمنظومة الحشد؛ هم السلفيين، والتكفيريين الدواعش.
تجسد ذلك في المواقف السياسية المحلية، والعربية، والإقليمية، ووسائل الإعلام المغرضة، والأقلام المأجورة، وفتاوى أئمة الكفر والظلالة من السلفيين التكفيريين.
لقد اعتبرت داعش في مختلف التصورات الإنسانية، مصدراً للشرور، وبؤرة للدنس والرذيلة، فقد مارس مجون الدواعش؛ كل من كان في جبهة التضاد المناهظة للحشد.
لم يك ذلك حكماً ضنياً، أو تصورا فرديا؛ بل كان هذا السلوك هو العلامة الفارقة، والإشارة الواضحة، والتوجه العام، لكل من ساهم – بشكل مباشر أو غير مباشر- في سقوط محافظات بأكملها بيد داعش.
من الواضح الجلي، أن هؤلاء، قد أغاظهم، نجاح الحشد في كسب تأييد وثقة عامة الشعب، من خلال ما قدمه ويقدمه المجاهدون من تضحيات، وما يسطرونه من بطولات.
لسان حال الشرفاء، يصدح عالياً، لنا حشدنا، ولكم حشدكم، لنا النصر والهزيمة لكم، شأننا النصر والهزيمة شأنكم، فلا يعرف الشيء؛ إلا بضده، ويكفينا فخراً أن نكون ضداً لكم، مذ تسمينا روافضاً.
الحشد حشدان، فحشد مؤمن، متسلح بصوارم الإيمان، وترانيم الحق، وبيارق النصر، وسيف علي (عليه السلام).. وحشد لعين، دأبه الغدر، وأبواقه التكفير،ورايته الظلالة، وسلاحه سم معاوية، ومؤخرة بن العاص.
https://telegram.me/buratha