المقالات

الدولة الناقصة وكيان الكمال..!

1599 2018-10-02

كاظم الخطيب

 العقل حجة الباري( سبحانه) على العبد، والشرف حجة المجتمع على الفرد، كما يعتبر الإنصاف حجة العقلاء على الخصم الشريف، أو الصديق الحليف.

لابد لكل ذي لب حصيف، و قصد شريف، في حالة الحكم أو التقييم؛ من وضع الأمور في نصابها الصحيح، وبيان الحقائق في خطابها الصريح، إحتراماً للذات، قبل الخوض في الدوافع والغايات.
بعد سقوط بغداد، وسقوط معظم القِيَم، وندرة المواقف النبيلة والشِيَم، وشيوع صفة العمالة، وطباع الغدر والنذالة، وغياب الحس الوطني، وإستهداف المواطن الشريف، إستهدافاً مكثفاً من قبل دول دخيلة، وأحزاب عميلة، ومنظمات هزيلة؛ بات من المستحيل الحكم على الأمور وتقييمها بشكل مهني شريف، وبهدف تقويمي نظيف. 
أدمن المواطن العراقي مواقع التواصل، وأصبح فيسبوكياً، وتويترياً، وإنستغرامياً، وبات يستقي معلومته، وينمي ثقافته، ويصدر أحكامه، ويبدي آراءه، ويبين توجهاته، من خلال كم هائل من الآراء الجاهزة، والأفكار المقولبة، حتى أصبح ال( كوبي بيست) لديه ملكة ذاتية، وممارسة يومية.
سمح ذلك كله لأن تتدخل دولة ناقصة كأمريكا، في كل الشأن العراقي، فأخذت تملي شروطاً لهذا، وتضع ظوابطاً لذاك، حتى وصل بها الأمر في بيان رغبتها بحكومة تتقاطع مع المصالح الإيرانية، وأنها تفضل بأن يكون- دعبولاً مثلاً- رئيساً للحكومة القادمة في العراق.
أمريكا دولة تمتلك القدرة والقوة- العسكرية والإقتصادية- والحضور السياسي المؤثر، لكنها دولة ناقصة بكل معايير النقص- الأخلاقي، والإنساني- كما إنها فقيرة أشد الفقر بما يتعلق بمصداقيتها مع الشعوب، ومواثيقها مع الدول.
إستهدفت أمريكا كيانا عراقياً شريفاً- بعينه- دون سائر الكيانات، ذاك هو الكيان الكامل، والرعيل المناضل، والرهط الفاضل- الحشد الشعبي- ذاك الذي أعاد وجه العراق أبيضاً ناصعا؛ بعد أن سودته صنائع العملاء، وصان الشرف العراقي؛ بعد أن دنسه أراذل دخلاء، وساند الجيش وأعاد له هيبته؛ بعد أن تصدقت عليه فلول الغدر( بالدشداشة) بدلاً عن سلاحه وزيه العسكري، وطهر أرض العراق، ومسك حدوده حرزاً من تسلل نطف المجون.
لقد أقلق الحشد أمريكا وإسرائيل، وقض مضجعيهما، حتى إتخذوه عدواً ظاهراً، ونداً ظافراً، ويكفيه شرفاً، أن تكون أمريكا عدوته، وإسرائيل غريمته.
العدل في الحكم، والشرف في التقييم، والوطنية في الدعم، والإنصاف في الوصف، هو أقل ما يمكن أن يقدمه الشارع العراقي، بمفكريه، ومثقفيه، وحتى البسطاء منهم، للحشد الشعبي؛ لما قدمه من دماء زاكيات، وأرواح غاليات، لدرء الخطر عنهم وعن بلادهم.
ينبغي لأي عاقل أن يعرف الحشد من خلال أمريكا، وأن يراه بعيون إسرائيل، بأن يجعل من ضميره حكماً، ومن لسانه قلماً يخط به حروف الشكر والإمتنان، لرجال ما هانوا ولا وهنوا، حتى وضعوا معاييراً واضحة، وبراهين لائحة، للتمييز بين النقص والكمال.
وليتمثلوا القول المأثور
( وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك