كاظم الخطيب
العقل حجة الباري( سبحانه) على العبد، والشرف حجة المجتمع على الفرد، كما يعتبر الإنصاف حجة العقلاء على الخصم الشريف، أو الصديق الحليف.
لابد لكل ذي لب حصيف، و قصد شريف، في حالة الحكم أو التقييم؛ من وضع الأمور في نصابها الصحيح، وبيان الحقائق في خطابها الصريح، إحتراماً للذات، قبل الخوض في الدوافع والغايات.
بعد سقوط بغداد، وسقوط معظم القِيَم، وندرة المواقف النبيلة والشِيَم، وشيوع صفة العمالة، وطباع الغدر والنذالة، وغياب الحس الوطني، وإستهداف المواطن الشريف، إستهدافاً مكثفاً من قبل دول دخيلة، وأحزاب عميلة، ومنظمات هزيلة؛ بات من المستحيل الحكم على الأمور وتقييمها بشكل مهني شريف، وبهدف تقويمي نظيف.
أدمن المواطن العراقي مواقع التواصل، وأصبح فيسبوكياً، وتويترياً، وإنستغرامياً، وبات يستقي معلومته، وينمي ثقافته، ويصدر أحكامه، ويبدي آراءه، ويبين توجهاته، من خلال كم هائل من الآراء الجاهزة، والأفكار المقولبة، حتى أصبح ال( كوبي بيست) لديه ملكة ذاتية، وممارسة يومية.
سمح ذلك كله لأن تتدخل دولة ناقصة كأمريكا، في كل الشأن العراقي، فأخذت تملي شروطاً لهذا، وتضع ظوابطاً لذاك، حتى وصل بها الأمر في بيان رغبتها بحكومة تتقاطع مع المصالح الإيرانية، وأنها تفضل بأن يكون- دعبولاً مثلاً- رئيساً للحكومة القادمة في العراق.
أمريكا دولة تمتلك القدرة والقوة- العسكرية والإقتصادية- والحضور السياسي المؤثر، لكنها دولة ناقصة بكل معايير النقص- الأخلاقي، والإنساني- كما إنها فقيرة أشد الفقر بما يتعلق بمصداقيتها مع الشعوب، ومواثيقها مع الدول.
إستهدفت أمريكا كيانا عراقياً شريفاً- بعينه- دون سائر الكيانات، ذاك هو الكيان الكامل، والرعيل المناضل، والرهط الفاضل- الحشد الشعبي- ذاك الذي أعاد وجه العراق أبيضاً ناصعا؛ بعد أن سودته صنائع العملاء، وصان الشرف العراقي؛ بعد أن دنسه أراذل دخلاء، وساند الجيش وأعاد له هيبته؛ بعد أن تصدقت عليه فلول الغدر( بالدشداشة) بدلاً عن سلاحه وزيه العسكري، وطهر أرض العراق، ومسك حدوده حرزاً من تسلل نطف المجون.
لقد أقلق الحشد أمريكا وإسرائيل، وقض مضجعيهما، حتى إتخذوه عدواً ظاهراً، ونداً ظافراً، ويكفيه شرفاً، أن تكون أمريكا عدوته، وإسرائيل غريمته.
العدل في الحكم، والشرف في التقييم، والوطنية في الدعم، والإنصاف في الوصف، هو أقل ما يمكن أن يقدمه الشارع العراقي، بمفكريه، ومثقفيه، وحتى البسطاء منهم، للحشد الشعبي؛ لما قدمه من دماء زاكيات، وأرواح غاليات، لدرء الخطر عنهم وعن بلادهم.
ينبغي لأي عاقل أن يعرف الحشد من خلال أمريكا، وأن يراه بعيون إسرائيل، بأن يجعل من ضميره حكماً، ومن لسانه قلماً يخط به حروف الشكر والإمتنان، لرجال ما هانوا ولا وهنوا، حتى وضعوا معاييراً واضحة، وبراهين لائحة، للتمييز بين النقص والكمال.
وليتمثلوا القول المأثور
( وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل).
https://telegram.me/buratha