المقالات

أبناء البصرة، بين المطالبة بالحقوق، وممارسة العقوق..!

2930 2018-09-09

كاظم الخطيب

(العطشان يكسر الجرة) مثل شعبي يطلق على من يكون في حالة عطش شديدة، ولا يقوى على الوصول إلى الماء، بالطرق المعتادة، أو السهلة، ولشدة الظمأ فإنه يلجأ إلى كسر الإناء الذي يحتوي على الماء، للحصول عليه بأسرع الطرق، وقد يؤدي به ذلك العمل إلى أن يفقد الماء نهائياً، ويظل يعاني من العطش، بل إنه سوف يزداد عطشاً.
المكان البصرة، الزمان تفاهمات تشكيل الكتلة الأكبر.. كان النداء" الماء الماء" ولم يكترث الفاشلون، فصار النداء" النار النار" بعدما ركب الموجة الخائنون.
البصرة طالبت بالحق، وركب المٍرجفون الباطل، وتوسعت دائرة الإحراق والحرق، فلم يكُ من يضرم النار عوداً واحداً، فقد إشتركت أعواد الثقاب على إختلافها وخلافها في إحالة البصرة إلى آتون من نار.
الحارقون.. هم، إما ساذج نَعقَ إثر ناعق، وإما سارق ماح لآثار سارق، وإما خائنٍ وناكر لجميل مارق.
الناعقون هم اليوم في طليعة القوم، كأنهم ببغوات على رأسها البوم، يُنذِرون البصرة وأهلها، بنذير من خراب وشؤم، يخربون ويدمرون بلا هدف ولا غاية، ويهتفون بما لا يفقهون من غير وعي ولا دراية، يواصلون التظاهر بالليل والنهار، ويضرمون في ممتلكاتهم النار، فهم وسيلة كل فتنة، وآلة كل محنة، ليسوا بذوي عقل فيعقلوا، وليسوا بأعداء فيقتلوا.
الفاسدون من المسؤولين قد وجدوا ضالتهم في النار، كوسيلة لإخفاء جرائمهم، والحيلولة دون وقوع الحقائق بيد المتظاهرين، أو أجهزة الدولة الأمنية أو النزاهة وغيرها ، من خلال المشاركة بأعواد من الثقاب؛ لترتفع ألسنة النار معلنة برائتهم، ونظافة ذات يدهم، من فساد متراكم، وظلم متلاطم، دام لسنوات بصرية عجاف.
الشرف الرخيص، الذي يأبى الرفعة والصيانة، ويمتهن الرذيلة والخيانة، من الخلايا النائمة، والخسة الدائمة، من داخل البصرة وخارجها، أبت أخلاقهم إلا إنحطاطاً ، وقِيمهم إلا إنحدراً، بأن يثأروا لبغاياهم التي صان شرفها الحشد البصري، وقدموا الدماء كي يعيدوا القوادون منهم إلى منازلهم معززين مكرمين، لأنهم لم يعرفوا للكرامة معنىً، ولا للشرف وزناً، ولا للرجولة عنواناً، فألقوا بأعواد الثقاب؛ ليحرقوا بها، تضحيات الشهداء ، وضيافة أهالي البصرة لعوائلهم النازحة، ليعيدوا للتأريخ أيام صفين والنهروان والجمل.
لقد رفعوا مصاحف الديمقراطية، وأناجيل وحقوق الإنسان، وزبور الخدمات، وجعلوا منها جملاً، تتساقط عند حوافره الضحايا، وتسري في ركابه المنايا، والخاسر الوحيد في ذلك هو إبن البصرة، وفتيان الجنوب.
نار تطال مقار الحشد الشعبي المقدس، وممتلكات الدولة، والقنصلية الإيرانية –حصراً- وتتحاشى المساس بالقنصلية السعودية، والقنصلية الأمريكية، إنما هي نيران أريد بها إحراق وحدة الصف الشيعي، والإخاء العراقي الإيراني، الذي تبلور نقياً، وبان جلياً، في معركة العصر، لمقارعة العهر، والقضاء على أداة الكفر، داعش الوهابي السلفي الإرهابي.
زبدة المخض.. فإن البصرة تحتاج إلى البصيرة، وإلى العمل على التفريق بين المطالبة بالحقوق، وبين ممارسة الإرهاب والعقوق، كي تقطع الطريق على من يريد أن يجعلها خراباً، ويحيل أهداف نهضتها سراباً.
يا طلائع الثورة، يا شرفاء البصرة.. حاربوا الفاسدين، ثوروا بوجه السارقين، طالبوا بحقوقكم- أدناها وأقصاها- ولكن الحذر الحذر، من أن تكونوا مطية لغيركم، في خراب بصرة العراق الفيحاء، وثغره الباسم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك