المقالات

ليبيا والدول أوروبا.. رهائن سياسة الفوضى تخلقها الولايات المتحدة


 

 

أعلنت المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، مؤخراً أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تشكيل الجيش المحترف في أقرب وقت. وقالت موغيريني إن في حالة الفوضى التي يشهدها العالم كله يجب على دول أوروبا توحيد جهودها لضمان أمنها الخاص. 

ومن الجدير بالذكر أن بيان الدبلوماسية الأوروبية أتى في ظل الموجات الجديدة من اللاجئين الليبيين الذين يتجهون إلى دول الاتحاد الأوروبي. يفر ليبيون من ويلات الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات. ومع ذلك، يتسرب متطرفو ومقاتلو التنظيمات الإرهابية إلى أوروبا مع المهاجرين من ليبيا. 

فلا يزال التهديد الإرهابي في أوروبا مرتفعا. قد سجلت وكالات الاستخبارات زيادة في تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي من دول شمال أفريقيا، وخاصة من ليبيا. يعتقد فابريس ليجيري، المدير التنفيذي لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية "فرونتكس"، أن أوروبيون يخوفون نوايا إرهابيين للحصول على الإقامة الدائمة في المدن الأوروبية الكبرى من أجل تخطيط الهجمات الإرهابية الجديدة بعد هزيمة داعش في سورية والعراق. 

وفي الوقت نفسه، لا يزال السياسيون والخبراء الأوروبيون أن يخفوا سبب تحول ليبيا من الدولة المتقدمة إلى بؤرة الإرهاب الدولي. فإن تدخل الولايات المتحدة وحلف الناتو في ليبيا قبل سبع سنوات أدت إلى سقوط نظام معمر القذافي وبدء الحرب بين القبائل الليبية. كما يبدو لم يغفر الأمريكيون للقذافي مشروعه بشأن إصدار الدينار الذهبي في الدول العربية والافريقية وكان هذا المشروع يفترض التخلي عن عملة الدولار. 

تجدر الإشارة إلى أن التدخل العسكري الأمريكي أدى إلى عواقب كارثية. واستولى أنصار الإسلام المتطرف على السلطة في البلاد. على وجه الخصوص تم تشكيل المؤتمر الوطني العام (أعلى هيئة تشريعية في ليبيا)، برئاسة نوري أبوساميني، المقرب من الجماعة "الإخوان المسلمين" والذي أصر على أخذ الشريعة كأساس للقانون الوطني وقدم الدعم والرعاية للجماعات المتطرفة العاملة في البلاد. بالإضافة إلى ذلك كان يعوق أفراد حاشيته إنشاء الشرطة والقوات المسلحة الفعالة، ما أدى إلى الاستيلاء على جزء كبير من أراضي ليبيا من قبل مقاتلي "الدولة الإسلامية" و"القاعدة". 

ومع ذلك، سمحت نشاطات اللواء خليفة حفتر الحاسمة بتطبيع الوضع في البلاد لأنه وجه ضربة قاسية لمواقف الإرهابيين وأصر أيضا على إعفاء مسؤولين من مناصبهم والذين تعاطفوا مع المتطرفين الإسلاميين. بعد ذلك عين مجلس النواب الليبي (البرلمان الجديد الذي حل محل المؤتمر الوطني العام) خليفة حفتر قائدا عاما للجيش الوطني الليبي مع ترقيته إلى رتبة مشير. 

في الوقت نفسه، أصرت الولايات المتحدة على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، خوفًا من أن حفتر لا يمثل المصالح الأمريكية في ليبيا. ودفع البيت الأبيض تعيين فايز السراج، سياسي موالي للغرب، رئيسا مجلس الوزراء. لم تحرج واشنطن من أن السراج لا يتمتع بسلطة ودعم الجيش الليبي والمدنيين. في نهاية المطاف، يعتبر هذا الوضع مفيدا للإدارة الأمريكية التي تسعي لتحويل الشرق الأوسط الكبير إلى منطقة الفوضى وعدم الاستقرار. 

من الواضح أن تحول سياسة البيت الأبيض ليس ليبيا فقط، فحسب بل دول أوروبا إلى رهائن الإرهاب. تفعل واشنطن في مصالحها الخاصة بشكل حصري، وورط حلفائها الأوروبيين بوقاحة وعرضها لخطر المتطرفين. ومع ذلك، يبدو أن سلطات دول الاتحاد الأوروبي بدأت تدرك أن الولايات المتحدة لا تساعدها في الحرب ضد الإرهابيين. وتشير الدعوة الأخيرة على تشكيل قوات الأمن الأوروبية المشتركة التي وجهتها فيديريكا موغيريني إلى أن الأوروبيون يعتمدون على أنفسهم بشكل عام. 

مريام الحجاب 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك