المقالات

ثعبان يغير جلده كل أربعة أعوام..!

5915 2018-01-14

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

هل سيكون العراق أفضل في عام 2020؟! منشور تم تداوله في اليام الماضية؛ على نطاق واسع في صفحات لكتاب ومثقفين عراقيين، على موقع التواصل الأجتماعي"فيسبوك".

لست بصدد نوايا ودوافع ومتبنيات هذه"الحملة"، فهذا شأن يخص مطلقيها، لكننا سنخلص الى نتيجة بسيطة، وهي ان السؤال كان يجب أن يكون؛ هل تتوقع حصول تغيير من الآن لغاية 2020؟! أو بمعنى أدق؛ هل أن نتائج الإنتخابات؛ التي ستجرى بعد أربعة أشهر من الآن، ستؤدي الى تغيير المشهد الراهن؛ بكل سوءه وإسقاطاته الأسوأ؟!

بسرعة فائقة، ستكون الإجابة أن شيئا ما لن يتغير، وربما سيكون الناتج أسوأ، فالنظام القائم  نظام فاسد؛ مبني على أسس مخطوءة، والأسود فيه يزداد سوادا، والأبيض منه يضيع في عتمة الأسود، ولذلك لا يمكن إصلاحه من داخله.

 الحقيقة التي باتت تفرض معطياتها بقوة، هو أن النظام القائم؛ بحاجة الى عملية تغيير جذرية وشاملة، تأتي بنظام مغاير له ومناقض له، بالأسس والمقدمات والمخرجات.

تلك هي الثورة بكل مقداماتها ونتائجها وتداعياتها، إذ لا أمل ان تحصل عملية إصلاح شامل، في ظل وجود الطبقة السياسية الحالية، بفسادها وعهرها وتاريخها المليء بالشكوك السوداء..

 نعم ستستمر محاولات الطيبين، بالقيام بـ"محاولات" ترميم الوضع الراهن، لكنها ستبقى فقط كـ"محاولات"، لانها لن تمس حتى أغلفة النظام القائم المهلهلة، ولأنهم براغماتيين لا يفكرون بجواهر الأمور، بل بقشورها الرقيقة، فإن هؤلاء الطيببين ذوي النوايا الحسنة، سيعيدون إستخدام نفس الأحجار المتساقطة، من البناء المتهدم في تحقيق نواياهم..

إختيار السؤال؛ بإفتراض حصول التغيير خلال عامين فقط بعد الأنتخابات، يدل على قصر نظر في تحديد مديات الإصلاح الزمنية، إذ أنه من المؤكد؛ أننا سنمضي السنتين القادمتين، في مماحكات سياسية فارغة المحتوى، وبلا نتائج عملية مفيدة،  وسنذهب نتيجة تلك المماحكات الى ما هو أسوأ. وتتذكرون أن العبادي تحدث عن عملية إصلاح، وعن ترشيق أجهزة الدولة، وحزمة كبيرة من الأقوال؛ التي لم يستطع ترجمتها الى أفعال، لأن الرجل نشأ وترعرع في بيئة الأقوال لا الأفعال، كما انه وحزبه خبراء بالأقوال.

وسيدعم قلقنا من المستقبل وتشائمنا؛ حقيقة أن الإصلاح أو التغيير المنشود، سيوكل ووفقا لنتائج الإنتخابات، الى نفس الاحزاب القائمة، وأن عملية الأنتخابات؛ نفذتها نفس المفوضية الإنتخابية، بكل تاريخها المليء بالشكوك، و بنفس القانون وإن أجريت عليه تغييرات قشرية، وتحت نفس الشعارات القائمة، فهل من المتوقع؛ أن نجد من يتفائل بالانتخابات ولماذا؟

ثمة نقطة أخرى جديرة بالتأمل، وهي انه ما عليك سوى الوقوف لدقائق؛ عند أبواب الهيئات السياسية، للأحزاب الاسلامية و العلمانية وحتى قوى المقاومة، وعندها ستشاهد بعينيك، النماذج السياسية والنفايات الحزبية المعاد تدويرها وتكريرها، من اجل خوض المعركة الانتخابية القادمة، وحينها ستتيقن ان القادم جداً سيّء..!

قرأت مرة؛ إذا إستطعت أن تقنع الذباب، بأن الزهور أفضل من القمامة، حينها تستطيع أن تقنع الفاسدين، بأن الوطن أغلى من المال.

كلام قبل السلام: الثعبان يغير جلده كل سنه ويبقى ثعبان، والأحزاب تغير أسمائها وشعاراتها كل اربع سنوات..!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك