بقلم : سامي جواد كاظم
المعلوم للجميع لا رادع لمن شاء ان يرتدي العمامة والشيء الوحيد الذي يضعه في اعتباره لمن يرغب بدخول سلك المعممين هو النسب اذا كان نسبه يعود لرسول الله (ص) عندها تكون عمامته سوداء وغير ذلك بيضاء .النظرة العامة لدى العامة ان العمامة تدل على التقوى والورع والاشتغال بامور الدين اكثر من الدنيا ، ولطالما ان الاجواء متفتحة في العراق تحت بند الحرية فان عملية ارتداء العمامة كان لها حصة من الحرية .
هذه مقدمة اولى ومقدمة ثانية والعامل المشترك بينهم هو ان هنالك الكثير ممن يعتقدون انهم على دراية وعلم في مجال معين يتحدث دائما عنه ، ونجده يبني سلسلة من القراءات والمعلومات وينسبها للطرف الذي يريد ان ينتقده ، ومن ثم يبدأ بالانتقاد والرد ومفتخرا بنفسه انه اقحم الطرف الاخر، وهذا ليس الا جذوة تطفأ بمرور ثواني .بعد هاتين المقدمتين ظهرت حالات عدة من خلال انفتاح قريحة وسائل الاعلام وتخصيصا الفضائيات والتي تستضيف من هب ودب وبعيدا عن المعايير الاصولية والمعتبرة في انتقاء الشخصية المرموقة وفسح المجال لها في التحدث عن ما ينهض بالواقع الفكري للمشاهد .
حالاتان فقط لفتت انتباهي الاولى قديمة والاخرى حديثة فالقديمة تخص ما تستضيفه المستقلة من شخصيات هزيلة ورذيلة ولا علم لها بما تخوض به من كلام والحالة الاخرى الحديثة هو لقلقة لسان اياد جمال الدين وما يطرحه من تخرصات وتخبطات يبني هو اراءه عليها ومنددا بالطرف الاخر ودائما يكون الاسلامي هو الند له .احد شيوخ الوهابية ومن الامارات تحديدا وانا استمع الى ما يتحدث به من ادعاءات باطلة بحق الامامية ولطالما ان هذا الامر اصبح من المعتاد عليه وان رد السفيه هو السكوت لهذا انا سوف لم ارد عليه ولكن ارد على طريقة الصاق المعلومات الركيكة بالفكر الامامي او سؤ فهم ما تدعي الامامية ، وملخص ما اثار هذا الوهابي وغيره هو موضوع بيعة الامام علي (ع) للخلفاء الثلاثة الذين سبقوه واستند هذا الوهابي على ان الشيعة تقول ان عمر كافر فكيف يبايع الامام علي (ع) كافر وهذا بالطبع فتح سريرته بالكلام وبدأ بالتحليل والنقد الموضوعي وهو صحيح فلو كان عمر كافر كيف يبايعه علي (ع) فهذا يدل اما على قلة ادراك الامام علي (ع) والعياذ بالله او ان عمر مسلم والشيعة تدعي الباطل ، هذا وطبعا يرافق هذه المسالة بعض الجمل الانشائية من قبل المستقلة وشيخها مثلا يقولون اتحدى الشيعة لو استطاعوا الاجابة على هذا السؤال او ان هذا الشيخ استطاع ان يقحم الشيعة في هذا السؤال وما الى ذلك من الترهات .
وللتوضيح فقط وليس للرد لان مثل هكذا عقول لا يمكن لها ان تنصح ولكن اوضح لمن قد تنطوي عليه مثل هذه الافكار .اولا من من الشيعة ادعى كفر عمر ؟ فهل استطاعوا الاتيان بمصدر شيعي موثق ومعتمد لدى فقهائنا يذكر فيه ان عمر كافر وحتى تستطيعون ان تملوا اسئلتكم على هكذا تصور .
ثانيا وهذا المهم وهي قضية بيعة الامام علي (ع) للخلفاء الثلاثة والمفهوم الخاطيء لها ، كل كتب التاريخ ذكرت ان الامام علي (ع) بايع ابا بكر بعد استلامه الخلافة بستة اشهر وان الامام علي (ع) علل ذلك هو انه كان بصدد جمع القران وانه اقسم ان لايضع على جسده رداء قبل الانتهاء من الجمع وهذا وان كان سبب معقول الا ان الغاية الابعد من ذلك هو انه للنظر ما ستؤل اليه الامور وهل هنالك من يرفض خلافة ابا بكر وكم عددهم ولكن بعد الستة اشهر هذه تسلط وبقوة مع سطوة عمر معه على رقاب الناس عندها بايع الامام علي (ع) لابي بكر بعد ان استلم الخلافة ولم يبايعه على ان يستلم الخلافة فهذه نقطة جوهرية يجب الالتفات اليها من قبل كل من له اهتمام في هذا المجال ونفس الشيء حصل مع عمر وعثمان فان الامام علي (ع) اقر بانهم تسلطوا على رقاب المسلمين وليس انه بايعهم قبل التسلط فتكون بيعة الامام علي (ع) وجه اخر من وجوه الشهادة لامر حدث وليس تصريح بالموافقة على استحداث امر .
اما الحالة الثانية والتي ظهرت من على قناة العربية وبطلها اياد جمال الدين والذي هو كمن يمارس لعبة رمي القرص في الماء . اثار نقطة سبق وان طرحها في لقاء قديم له ،ولكن لم التفت اليها لتفاهتها ولكن عندما اعادها من خلال لقائه الاخير مع اعجاب وثناء مقدم البرنامج رايت ان اعقب على ما ادعى ،وهذه النقطة هي المقارنة بين خلافة ابي بكر وولاية الفقيه للخميني واعتبارها حالة واحدة وهذا بالتالي جر الى تناقض مواقف الشيعة من هذه المسالة ولا اعلم كيف بنى هذه المقارنة الفارغة والخاوية الجذور والرد عليها اسهل من الاستماع اليها ،وانا اقول لجمال الدين ان ابا بكر عندما تسنم الخلافة كان الامام المعصوم موجود واما الخميني عندما اقر ولاية الفقيه وتسنم امور الحكم في ايران لم يكن الامام المعصوم موجود ، ولو ارادها الخميني لجعلها وراثة في عائلته كما يفعل غيره ، فما عليك يا جمال الدين الا ان تدرس وتشخص الخلاف بين السنة والشيعة وانه ليس سبب تاريخي بقدر ما هو سبب تشريعي يخص التشريعات والمسائل الفقهية الخلافية ومن هو له حق التشريع .
واصبح امر معروف من خلال جمال الدين ان كل علماني اذا اراد ان يثبت علمانيته ما عليه الا انزال سيل من التهم والانتقادات للفكر الاسلامي ومعتنقيه مع الخلط بين المتشدد من الاسلاميين والذي يشكل عبء على الاسلام وبين المعتدل والذي لا ينظر اليه العلماني ولا يوجه له الثناء والمدح الا بشح الكلمات ، فعلى قدر ما تنتقد يا جمال الدين كل من يفرض الحجاب وهذا امر مقبول هل انتقدت فرنسا او هولندا التي ترفض الحجاب وهل انتقدت بلد العلمانية وما اقترفته من اعتداءات على المحجبات في امريكا بعد احداث سبتمبر وهل انتقدت تركيا وما تقدم عليه من انتهاكات ومضايقات للحجاب كل هذا لا تعترض عليه وان وجه الكلام لك وقيل لماذا فانك سرعان ما تجيب ونحن ايضا نرفض هذه الحالة والفرق ان اجابتك عن رفض الحالة جاءت بعد سؤال اما رفض التمسك بالحجاب تاتي من تلقاء نفسك ، واما صورك الخيالية فانها لا يرد عليها الا بالخيال .
واما القوانين التي تبيح الزنا واللواط وما الى ذلك من صون حقوق العاهرات في البلدان العلمانية فان جمال الدين ولا غيره ينتقدها ويقول ان هذا مخالف للاخلاق قبل الدين على اعتبار ان الدين مفصول من السياسة .العلمانية هم ورثة عمر وهم ممن يتمسك بمقولة عمر من وجه اخر وهي عندما قال عمر ( ما اجتمعت الخلافة والنبوة في بيت بني هاشم ) وهذا وجه اخر لفصل الامامة عن الخلافة والوجه الحضاري لهذه المقولة هو ما جاء به العلماني عندما قال فصل الدين عن السياسة ، وهذا يحتاج الى مجال اوسع في الحديث ولكن اوجه سؤال واحد للعلماني اياد جمال الدين كما يحلو له هذا المصطلح ما هو الشيء الذي تقره العلمانية ويؤدي الى رقي الانسان من غير التجاوز على حقوق الغير ورفضه الاسلام ؟!!!
بقلم : سامي جواد كاظم
https://telegram.me/buratha