( بقلم : منشد مطلق المنشداوي )
كان لنجاة الإرهابي عزة الدوري احد أعوان نظام الطاغية المقبور من محاولة لاعتقاله شرقي مدينة تكريت . عندما داهمَ رجال الشرطة و الصحوة مخبأ الإرهابي عزة الدوري الذي كان يستخدمه لعقد لقاءات مع مقربين منه . وذلك في إحدى القرى إلى الشرق من تكريت . وعلى الرغم من أن الإرهابي المجرم قد لاذ بالفرار مخلفاً وراءه وثائق على قدر كبير من الأهمية - وبحسب ما ذكرته وكالات الأنباء - ، لكونها تكشف العلاقة بين الإرهابي عزة الدوري بالتنظيمات المسلحة ومنها تنظيم القاعدة ، إضافة إلى ما تضمنته من معلومات عن الفصائل وتشكيلاتها وطريقة عملها وأهدافها كما تحوي هجمات ضد مراكز و قوات الجيش والشرطة ومن اللافت أنها لم تتضمن أية إشارة عن هجمات على القوات الأمريكية .
فالمتتبع للأحداث يمكن أن يرى شراذم البعث تائهة في الصحاري أو قابعة في أوكارها الإرهابية إذ لم تكن متقنعة بمصطلحات قومية وحتى إرهابية مثل . هو عمل إرهابي جبان بصفاته الفاشية أي قتل الناس شعوب جماعة وأفراد . فهذا ثقافة البعث الصدامي المبنية على الحقد والكراهية والتعصب لدى هؤلاء في هذه البيئة ، إن من يكره لن يعدم سببا لتبرير كراهيته ، فهم يقومون بشن هجمات انتحارية أو زرع عبوات ناسفة في شوارع العراق بحجة طرد المحتل ، ليمارسوا شهوة القتل بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي لا تطال إلا العراقيين ، يراهن أزلام الصنم وعلى نحو ما بين إرهابهم في مختلف مدن العراق والتي لم تفرق بين مدرسة أو مسجد ، طفلاً أو شيخاً رجلاً أو امرأة ، تراهن على تحويل معاركها ومنازلاتها الكبرى إلى مشاهد استعراضية للقتل الجماعي بغاية إلحاق أكثر ما يمكن من الأذى بالخصم آلا وهو الشعب العراقي - وهذا ليس بغريب عن أفكار الصنم ( البعث ) المبنية على القتل والتدمير والمقابر الجماعية - ، بغض النظر عما كانت هذه الأهداف مدنية أو عسكرية ، وبغض النظر عن نوعية الضحية وموقعه من المسؤولية في سياسات وخيارات العراق التي ينتسب إليها ، فكلما وجد أزلام الصنم الفرصة للتسلل إلا وضربت عشوائيا و بشراسة ودموية بالغتين . وبذلك يتجه أزلام البعث البائد إلى تغييب الخطوط الفاصلة بين عالم السياسة وعالم الجريمة المنظمة ، بحيث لا تنفصل عندها الأهداف والمطالب السياسية عن « أساليب إجرامية » تتوخى القتل وإهراق الدماء . فلا يترددوا في استخدام كل الوسائل المتاح لقتل الآخر!! ، كما أن أعمالهم الدموية . من قتل الأبرياء في العراق قد كشفت البعد العنصري الهمجي في تفكيرهم والخداع والانفصال حيث يدعي أزلام الصنم أنهم يقاتلون المحتلين بينما تطال هجماتهم الشعب العراقي . جاءت جميع الهجمات البعثية الإرهابية لتؤكد أن سياسات الصداميين تصب في اتجاه واحد وهو تدمير الإنسان العراقي وزرع الخوف في النفوس لإعادة العراق إلى عصور البعث المظلمة . في ظل قطع الأعناق والموت الجماعي وقطع الإذن وغيرها من الجرائم التي كانت سمة بارزة في مسيرة أزلام الصنم من البعثيين وعلى مدى تاريخ هذا الحزب في العراق ، والتي أدخلت العراق في دوامة الحروب والصراعات تارةً باسم الأمة العربية وتارةً أخرى باسم الدفاع عن شرف العراق ... !!! ، وهم من استباح هذا الشرف .
وللأسف الشديد نجد هذه الأيام بعض القنوات العراقية الفضائية التي تتباكى على نظام البعث الفاشي وذلك من خلال اللقاءات التي تطالعنا بها هذه القنوات مع هذا التنظيم الإرهابي الذي عاث فساداً بمقدرات العراق وطوال فترة توليه الحكم ... وأين هذه القنوات من هموم العراقيين خلال سنين عجاف من حكم الصنم .. وما تفسير هذا التقارب بين من يدعمون هذه القنوات وبين فاشية البعث في العراق ، خصوصاً وأنهم يدعون بأنهم عراقيين !!! .. فكيف هذا التناقض في عراق أثخنته جراح البعث طِوال سنوات من التدمير الكامل بدءاً بالإنسان وإنتهاءً بثروات العراق ومقدراته التي اختزلت بشخص واحد هو بطل التحرير القومي ، في حين كان هذا البطل يختبأ في حفرة !!؟؟ .. فأي بطولة هذه .. أم أنها جزء من تدمير العراق التي ترجمت من قبل الطاغية إلى انتصارات ومنجزات عظيمة كان يعيشها العراق ... لذلك نرى أن المصالح والأفكار بين الصنم وبين من يدافعون عن الصنم هي واحدة .. فليس غريب من هؤلاء أن يدافعوا حتى النهاية ... لأنه نهاية الصداميين الذين يتزعمهم الإرهابي عزة الدوري تعني نهايتهم فهم تخرجوا من مدرسة واحدة على الرغم من تغير واختلاف المسميات ... لذلك نجدهم يدافعون عن اجتثثاث البعث لأن فيهم من البعثيين الكثير ... الكثير ...
لذلك عليهم أن يستنكروا جرائم الإرهابيين البعثيين وأن يدينوا أفعالهم الشنيعة وليس الدفاع عنهم .. لأن الجريمة واحدة . فمن المرتكزات الأساسية لهذه المنظومة الإرهابية البعثية التي تفوح منها رائحة العنف والقتل والكراهية والإلغاء والهدم والتحطيم ، كل هذه هي شعارات للبعث الصدامي .
https://telegram.me/buratha