المقالات

الاسلام كله مفروض والعلماني ليس كله مرفوض

1336 15:51:00 2007-12-15

( بقلم : سامي جواد كاظم )

اصل الفكرة عندما تكون غايتها الارتقاء بالانسان مع سلامة وسيلتها من غير القدح والتجريح باي كائن حي على ارض المعمورة من مخلوقات الله نجد ان الاسلام يؤكد على الالتزام بها ويعمل على تثبيتها مع تنقيحها من الشوائب ان وجدت فيها .ومن هنا نجد عندما بدات الرسالة المحمدية بدات بتحرير الانسان من العبودية لغير الله عز و جل والجهل نراها ابتدأت بتصفية ايمان الانسان وجعلها في الله الواحد الاحد ومن ثم الالتفات الى التشريعات التي تعم بالخير على المجتمع الانساني قاطبة من غيرالنظر الى اصل اعتقاده وما يحوي الاسلام من تشريعات بهذا الشان الكثرة الكاثرة .

هنالك بعض التشريعات الراقية التي سنها المجتمع الجاهلي نجد ان الرسالة المحمدية اكدت والتزمت بها بما لها من تاثير ايجابي على شخصية الفرد والمجتمع ، اذن اصل الفكرة للدين الاسلامي هو كيفية ضمان حقوق كل مخلوقات الله عز وجل مع تادية ما هو واجب اتجاه الله عزوجل من عبادات واعمال والتي مغزاها الاقرار بالعبودية لله الواحد القهار دون غيره .

القوانين تتطور تبعا لتطور الحياة في شتى مجالاتها وهذا يتبعها ايضا تطور التشريعات القانونية والتطور هذا يعني حذف تشريع واستحداث اخر وهذه العملية دقيقة جدا لدرجة انه في زمن رسول الله (ص) واثناء نزول القران الكريم كانت تسمى هذه العملية بالناسخ والمنسوخ وهذا ينجر على الاحاديث النبوية هي الاخرى تحوي الناسخ والمنسوخ ويكون الحديث للامام المعصوم عليه السلام هو الاخر فيه الناسخ والمنسوخ كما جاء في احاديثهم بهذا الشان .

هذه العملية تكون ذات حرج شديد بالنسبة لفقهائنا اليوم والتي ابتدأت مع بداية الغيبة الكبرى ، وهذا الحرج جاء من توخي الحذر حتى لايصدر منهم ما يغضب الله فنجدهم يفضلون الوقوف افضل من التقدم خطوة مجهولة المصير وهذا لا يعني انهم لا يقرون التطور بل انهم يؤمنون بذلك وبقوة ولكن الايمان بتجنب سخط الله عز و جل هو الاقوى .

المشكلة تكمن في الطرف الاخر ذو النزعات المؤمنة بمبادئ قد تتعارض مع الدين الاسلامي فنجد هذا الطرف يعمل على مبدأ غير قويم هو الحط من الطرف الاول حتى يثبت ما يؤمن به من افكار وهذا هو اساس الاختلاف .نحن نجد ان الاسلاميين وما يؤمنون به لا يلومون او ينتقدون من لا يكن على وفاق مع مبادئهم ، نعم هنالك من الاسلاميين من تكون تصوراته وافكاره التي تاخذ صبغة دينية الا انها في التطبيق لا علاقة لها بالدين الاسلامي بل انها تحتوي على عورات لا يمكن تفاديها وهذا يؤدي بالتالي الى تمسك المخالف للاسلام بهكذا افكار صدرت من هؤلاء قصيري التفكير وتوجيه انتقاداته للاسلام عموما .

اكثر فكرة طرحت على ارض الواقع ومجهولة التعريف هي العلمانية ، ولو تمعنا في مفرداتها لوجدناها تحتوي الراقي والواطي فيمكن لنا ان ناخذ الراقي وترك الواطي على عكس ما يحدث الان فنجد العلماني المتشدد يتهم كل ما هو اسلامي بالتخلف والتاخر والاضطهاد وكل مسلم متشدد يصف العلماني بالملحد والخارج عن الملة وهذان الوصفان لا ينصفان الطرفين . وانا كمسلم اقر ان هنالك من جلب صورة سيئة للاسلام وقد يكون عن قصد او غير قصد فالنتيجة واحدة ولكل شخص علاج اما بالردع والعقوبة او التوبيخ والنصيحة .

اما العلمانيون فانهم الى الساعة لا يقرون بما اقترفوا من سلبيات بحق الكثير من المجتمعات التي تفرض عليها الفكر العلماني من خلال اثارة البلبلة بمعتقدات هذا المجتمع بغض النظر عن ما هية اعتقاده ، فبعد ما كانت الهجمة العلمانية على الدين المسيحي واستطاعوا من احتوائه وتحجيمه والسبب هو لعدم اكتمال المسيحية للاسس التشريعية التي تنهض بالمجتمع المعتنق للمسيحية لهذا نجد عملية التحجيم كانت ممكنة من قبل العلمانية لهم ، كانت محطتهم الدين الاسلامي وهنا نجد ان العملية صعبة بالنسبة للعلماني من خرق المجتمع الاسلامي وذلك بسبب تماسك مفردات الدين الاسلامي من جانب ومن جانب اخر لوجود المتشددين الاسلاميين والذين دائما يكون ردهم على العلمانية رد لا يصب في مرضاة الله عز و جل وبالتالي تكبر الهوة بين الاسلاميين والعلمانيين .انا وكثير من العلماء والمراجع الاسلامية تقر ان هنالك كثير من الامور الرائعة التي تحويها العلمانية لخدمة البشرية وهذه الروائع هي التي لا تتعارض مع الرسالة المحمدية .

اذن مشكلة المجتمعات الان الاسلامي المتشدد والعلماني المتطرف ولو قمنا بموازنة بين هذين الطرفين لوجدنا ان العلمانيين المتشددين اكثر عددا واشد تطرفا من الاسلاميين المتشددين بالرغم من ان الطرفين ينظر احدهم للاخر بنفس النظرة من عداء فكل العلمانيين هم كفرة من وجهة نظر الاسلاميين المتشددين والعكس بالعكس ، والوسطية مرفوضة لكلا الطرفين .

واليوم لا يوجد فرد ممن يعتقد بالعلمانية يوجه انتقاده الى علماني متشدد او اهوج يصدر منه الكثير من السلبيات والانتقادات الغير صحيحة للطرف الاخر ويكون للدين الاسلامي حصة الاسد منها ، نعم تظهر مصطلحات وتعابير فلسفية يحاول هذا العلماني او ذاك استحداث تعريفات لهذه المصطلحات كان يقول ان هنالك فرق بين الاسلامي والاسلام وهذا الامر هو أي العلماني احوج لمعرفته اكثر من الاسلامي ، فالاحرى بالعلمانية الفصل عند توجيه الانتقاد بين الدين الاسلامي والمسلم لا ان تستخدم المسلم للطعن بالدين الاسلامي .

واهم ما يجب ان ينظر اليه المنصف انه لا يوجد تشريع او خطوة ايجابية اقرها العلماني الا ولها بذور وجذور في الدين الاسلامي الا ان المكابرة تجعلهم يدعون ما ليس لهم ، وهذا امر نقبله على شرط ان لا يطعن بجهالة الطرف الاخر وطالما ان تنفيذ هذا التشريع او ذاك يصب في صالح الانسان من غير التعرض لسخط الله فانا كمسلم اشد على يد من استطاع تنفيذ هذا التشريع كائن من يكون لانه المهم تنفيذ التشريع وخدمة الانسان واقل اهمية معرفة المشرع .

بقلم : سامي جواد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك