( بقلم : بديع السعيدي )
على طول خارطة الوطن المستباح من قوى الظلام المحموم وعلى رغم تخاذل ضعاف النفوس ولهاثهم خلف سراب قائدهم المقبور ونظريته العسكرية الفلتة (الهزيمة ثلثين المراجل) تكتيك جديد لكبح تقدم العراقيين وتطورهم وخنق ابداعهم من خلال توجيه نيران حقدهم الاعمى الى كل ما هو جميل وانساني فلم يسلم من مغوليتهم المتوحشة شجرا او حجرا وتحت شعار (كل بدعة ضلالة) لانهم يفهمون الابداع الانساني على انه بدعة تؤدي بصاحبها الى النار شرعو بوضع كل المثقفين بالقائمة السوداء ليتم تصفيتهم لاحقا الواحد تلو الاخر و اذا اردنا استعراض اسماء شهدانا المبدعين الذين ضحو بحياتهم للعراق وشعبه لحتجنا الى مجلدات كثيرة وفي النهاية لن نفي حقهم لكننا في هذا المقام سوف نذكر حالة يعيش صاحبها دقائق فصولها المؤلمة في كل لحظة وما يصاحب ذلك من معانات
وتبدا القصة حينما خاض ابطال منتخبنا الوطني لكرة القدم رحلة تصفيات كاس اسيا وما قدم اسود الرافدين من عروض سلبت لب المتابعين ورفعو اسم العراق عاليا في المحافل الدولية كطائر العنقاء ينهض من تحت الرماد والركام مرددا هذا انا العراقي وما صاحب هذا الانجاز من تكريم شعبي وحكومي رسمي لهم وللكادرالاعلامي والتدريبي والطبي المرافق مع المنتخب
وفي ليلة التكريم عاد المخرج العراقي المبدع (رافق العقابي)الذي كان مع المنتخب ضمن الكادر الاعلامي لرحلة البطولة الى منزله ليشارك الاهل والاحبة فرحة الفوز والتكريم لكن جرذان العوجة وخفافيش الوهابية ارهقهم هذا الانجاز وقض مضاجعهم النتنة فحملو معاول الشر وانزلقو يجوبون الاحياء والازقة حتى وصلو الى بيت المخرج رافق العقابي وراحو يمطرون منزله بزخات الرصاص المسمومة متوعدينه بالموت من خلال رسائل تارة مكتوبة بخط عفلقي سلفي وتارة اخرى مشفرة ؟وكل ذنبه وجريرته انه احد المساهمين بصنع عرس عراقي ابهر القاصي والداني
هذه يا سادتي احدى قصص الطبقة المثقفة والمبدعة في العراق الجريح وما يتعرضون له من ترهيب وارهاب اعمى جل ما يبتغيه افراغ هذا البلد من مبدعيه واهله المخلصين لكن هيهات سيبقى العراق عصي على قوى الظلام وزواحفه وقد لاحت بشائر الغد الامن ترفرف بفرح الحمائم
https://telegram.me/buratha