المقالات

الزمن بين اليقظة والنوم..!

3814 2017-12-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

من بين أصدق الأوصاف، التي يمكن أن توصف بها، البيئة السياسية العراقية، أنها بيئة سريالية مرتبكة!

في السريالية السياسية؛ يصعب على العقل تخيل الحالةً المركبة من التناقضات، التي نعيشها في بلد معبأ بها أصلا.

لذلك سنستمر في البحث، عن أسباب اليأس والإحباط الذي وصلنا إليه، ومن المتسبب في وصولنا إلى هذه الحال المرتبكة، وسنكون في انتظار المصائب واحدة تلو أخرى!

صورة ساستنا السريالية، نجدها بلا رتوش، في النواب منهم على وجه التخصيص، وهم الذين يُفترض فيه التعقل والرزانة والصدق، لكننا لا نرى منهم، إلا التهور والكذب وقول الزور، والشتائم أيضا، نسمعها تخرج من أفواه بعضهم بلا حياء!

السريالية بكل أبعادها اللامعقولة؛ حيث جبناء الأمس فرسان اليوم، وحيث أكثر الناس وطنية، هم خونة الأمس، وفي مشهد قطاع الطرق، الذين أضحوا مهمين ومتصدين للمشهد السياسي، وإذ يصبح قاتل أخى بالأمس، شريكى ورفيق دربى رغم أنفي، بل ويتعين علي أن أُرشده بنفسى، ليقتل أخر الأحياء من أخوتي!

السريالية تبرز على أوضح صورها،  حينما يمارس أدعياء المدنية؛ من الذين يشتكون من تقييد حريات التعبير، حرية تعبير منفلتة، من أى ضابط قانونى، أو مهنى أو وازع ديني أو أخلاقى..ومن بينهم من شتم الشعب بأكمله، ووصفه بالـ"دايح"!

السريالية سادتي تطل بقرنها، حينما يعامل من يتعرض للقتل على إنه قاتل! ومن هو ضحية لعدوان يقال إنه هو المعتدى! وحينما يحكم القضاء حكما مخففا، على من فجروا مخخات الحقد، على مجلس فاتحة في مدينة الشعلة، دون ان يراعي جسامة الجريمة، وما سيخلفه حكمه، الذي يفتقد الى الحد الأدنى من العدالة، في نفوس ذوي الضحايا، وما سيتسببه هذا الحكم من ردود أفعال ليست محسوبة، بسبب شعور الضحايا بالحيف!

خلاصة الأمر أن في الواجهة؛ من لا يريدون أن تستقر الأوضاع في العراق، لأنهم يدركون أن لا وجود لهم، في بيئة مستقرة، وأنهم يخافون الأستقرار، لأنه يتبعه الإنجاز الذي سيكشف عوراتهم.

الاستقرار يعنى أيضاً؛ بدء الحساب وفتح الملفات، ولذلك يحاول الرافضون للاستقرار، استغلال حالة السيولة قبل أن تتحول إلى حالة صلبة، واستغلال الفوضى قبل أن تصبح نظاماً، وكسب مزيد من الوقت، لطمس أدلة الإدانة.

كلام قبل السلام:علينا أن ندرك أن ثمة زمن بين اليقظة والنوم، ربما هو الذي نحن فيه!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك