المقالات

نظرية المؤامرة وجدلية الرفض والقبول

1260 18:53:00 2007-12-14

( بقلم : امجد الحسيني )

اعتقد ان نظرية المؤامرة هذه النظرية العلمية التي اخذ السياسيون ومنذ امد بعيد بتسيسها وجعلها مادة سياسية يرفضها البعض وينظر لها البعض الاخر حسب المقتضيات السياسية او الانتخابية للسياسي رغم ارتباطها بالثقافة السياسية وفرق بين الثقافة السياسية وتسيس الثقافة .

الاكادميون ينظرون الى نظرية المؤامرة نظرة طبيعية لا تختلف عن نظرتهم للنظريات والقوانين العلمية التي دائما ما تقبل الصحة والصواب بالنسبة للنظرية فيما تقبل الشذوذ بالنسبة للقوانيين وما دامت القوانيين تعتبر الشذوذ في كل قانون قاعدة وحسب الاستقراءات التامة والناقصة فالنظرية اولى بان تكون جدلية حقيقية ولكن هذه الجدلية في اصول النظريات قانون علمي والغريب ان جدلية نظرية المؤامرة لا تقع تحت طائل النظرية كنظرية بقدر ما يقع الجدل فيها بالالية وقد تكون نظرية المؤامرة من النظريات التي يرقى بها اصحابها من السياسين الى حد القانونية الالزامية فيما يذهب الرافضون الى اعتبارها خيال سياسي ولكن الحقيقية التي يختبرها الواقع السياسي خاصة في المنظومة العربية او الثقافة العربية السياسية الشمولية ترى ان نظرية المؤامرة قانون ازلي فما ان ينطلق خبر عن دول الغرب التي تبحث بالطبع عن مصالحها باعتبار البحث عن المصالح حق طبيعي لكل انسان يفكر ولكن ليس بالضرورة ان ما ينطق من الغرب مؤدلج ادلجة مؤامراتية فقد تفكر بعض الدول في ان تقوم بعمل ما بقصدية غير واضحة نحودولة اخرى وتعلن اهدافا قد تكون غير حقيقة هذا الاجراء دائما ما يؤدلج سياسيا من قبل بعض الدول في المنظومة الواحدة المؤتلفة او المختلفة ويؤخذ مباشرة على انه مؤامرة تحاك ضد الدولة الاخرى وغالبا ما يحصل هذا عندما تقوم دولة ما بعملية مناورات عسكرية قرب حدود دولة اخرى فسرعان ما تنبري دولة ثانية قد تكون قريبة من موقع المناورات او حتى بعيدة فمثلا عندما قامت ايران بمناورات عسكرية في الخليج انبرت امريكا واسرائيل الى اعتبار ان هذه تحشيد عسكري ضد اسرائيل ولما وجدت ان استثمار هكذا تسيس قد لا يخدم الهدف السياسي التشويش سارعت امريكا الى تغيير تصريحاتها السياسية الى اعتبار ان هذه المناورات هي تحشيدات يقصد منها تعكر الامن في المنطقة العربية وان المستهدف هو تلك المنظومة التي تؤمن اصلا بنظرية المؤامرة كقانون ازلي قريب من هذا المثال هو تسيس نظرية المؤامرة من قبل المنظومة العربية فقد انطلقت المنظومة العربية متاثرة بنظرية المؤامرة الى الامم المتحدة عندما اصدرت الاخيرة قرارا بنشر قوات الامم المتحدة في السودان لمنع مليشيا الجنجويد المدعومة من الجكومة السودانية من قتل المزيد من الابرياء المعارضين للحكومة السودانية وحصل الامر نفسه فيما يخص انتفاضة الحوثي في اليمن فقد اصرت الحكومة على ان الانتفاضة الحوثية مدعومة مرة من ليبيا واخرى من السعودية وثالثة من ايران فيما كانت الوقائع تشير الى ان الاطراف الثلاثة المتهمة بريئة مما يحدث في اليمن وما قضية الحوثي الا انتفاضة شعبية عانت من حكم العشائرية لحكومة علي عبد الله صالح وقامت الحكومة بارهاب حقيقي للمدنيين ومجازر بحق الابرياء من اجل قمع الانتفاضة وتصويرها على انها مؤامرة .

وفي امثلتي هذه لا اريد ان انفي نظرية المؤامرة كنظرية محتملة ومحترمة فيما يخص وجودها وتفكير بعض الدول فيها فنظرية المؤامرة موجودة وقد استخدمت بحق الكثير من الدول فمؤتمر انابوليس الذي اقامته الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ما هو الا مصداق حقيقي من مصاديق نظرية المؤامرة الذي بيعت فيه فلسطين على طبق من ذهب من قبل المنظومة العربية التي شاركت وساندت هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة التي تأمرت وباعت اجزاء واسعة وكبيرة من فلسطين وكما يحدث اليوم من انفجارات في لبنان حيث تتمظهر نظرية المؤامرة في صورة واضحة لا تقبل الشك فقتل الحريري كان صورة من صورة المؤامرة لاسقاط الديمقراطية في لبنان فالقاتل لم يتهم لا من قريب ولا من بعيد فيما اتهم البريء وهو سوريا وان هذا الاتهام من قبل بعض السياسين اللبنانيين لسوريا واستبعاد المتهم الاول اسرائيل وفرنسا وامريكا الدول ذات الاطماع الحقيقية في لبنان والمتهم الحقيقي الذي قفز ودلس اصحاب الاكثرية النيابية من اجل عدم كشفه انما يشر الى حبكة التفكير في ادلجة نظرية المؤامرة من قبل امريكا ومدى التفكير المعمق في صناعة هذه المؤامرة والتي هيئت الارضية لها عن طريق تآمر سياسيي الاكثرية النيابية في لبنان فقد قتل بعد الحريري خلق كثير من الصحافيين والبرلمانيين والسياسين اللبنانيين ولكن لم يتحدث اي سياسي عن حمايات هؤلاء المقتولين او مرافقيهم لذين نصبتهم امريكا وفق قانون الحماية المعروف لديها ثم لم يطلب نواب الاكثرية استقالة من وزير الداخلية والمفروض ان وزير الداخلية اللبناني الحالي يتقدم باستقالته من اول حادث لان وزير الداخلية السابق وما ان قتل الحريري اقيل وقدم للتحقيق بدعوى اقترابه من سوريا فلماذا لايقدم وزير الداخلية الحالي ورئيس الوزراء الى التحقيق اهي تبعيتهم للملكة منحتهم حصانة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك