المقالات

ألقِمَ الاستفتاءُ حَجَراً


 

أرقى أنواع عزة النفس هو الصمت, في الوقت الذي ينتظر فيه الناس, انفجارك بالكلام. 

أقدم البارزاني على خطوة, اقل ما توصف أنها غير محسوبة العواقب؛ وبدلاً من أُمنيات الساسة المنافقين, بالوصول لحرب أهلية, تفاجؤوا بإخماد الفتنة بحكمة الحس الوطني. 

لم يكن امر دخول كركوك سَهلاً, لكن الاصرار على تطبيق الدستور, واتخاذ قاعدة اكون او لا أكون, جعلت من السيطرة على زمام الأمور, تسير بخطىً راسخة من اجل الحؤول, دون تقسيم العراق, فهيبة العراق في وحدته أرضاً وشعباً. 

وسط التصريحات النارية, والسعي لتفتيت وحدة الشعب العراقي, بالصدام العسكري الذي يضر بجميع المكونات, كان هناك من يعمل بهدوءٍ, وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة, حاملة كل القاذورات خارج نطاق التغطية, وتبقى لغة الحسم لمن يستخدم الحِكمة, من أجل رفض كل المخالفات والشوائب, بالرغم من الأصوات المشوهةِ للصمت. 

أراد بارزاني من تشدده, قلب الطاولة الدولية, على الحكومة العراقية, فإن الاتفاقيات على التسليح للحكومة العراقي, كان بشرط أن لا تُستعمل الحكومة العراقية؛ في النزاعات الداخلية ضد أي مكون, كما أنه كان يعتقد, أن لا أحد من الأحزاب الكردية, يجرؤ على معارضته في تحقيق الحُلم, لتكوين دولة كردستان العًظمى, وحسب حساباته أن الفرصة باتت سانحة لذلك. 

سلبياتٌ متراكمة بعدم تطبيق الدستور, جعلت من البارزاني ومؤيديه, وبإسنادٍ من الكيان الصهيوني, جعلته يؤمن أن دول الجوار, سَتَسكُت على ما نوى عليه, وكذلك بنى حلمه البائس, على التأييد الأمريكي لسيطرة اللوبي الصهيوني, على مصدر القرار, متناسياً أن هناك هواجس سلبية, تكتنف دول الجوار حول دولة الكرد, واستهجانهم لعملية استفتاء كردستان. 

اَلتصميم ووحدة الكلمة حكوميا وبرلمانياً, كسرت قارورة اِنفصال شمال العراق, بعد إذ لم يفد النُصح, من قبل رئيس التحالف الوطني, أثناء تشييع جلال الطالباني, والرسائل السلبية للبارزاني, واستقبال السيد عمار الحكيم, للوفود الدولية وسفره لإيران, كان لها الأثر البليغ, في إفشال مشروع التقسيم. 

بعد عملية تحرير الحويجة, دخلت القوات الأمنية إلى كركوك, بمفاجأة هادئة مطبقة الدستور, فالقوات الاتحادية هي المعنية لفرض الأمن, في كل انحاء العراق, بينما يعتبره مسعود البارزاني احتلالاً, واجب التصدي له. 

بالرغم من مشاركة كل الأحزاب الكردية, في الاستفتاء الأهوج, إلا ان لغة العقل والحِكمة, لابد ان تنتصر أخيراً, فقامت القوات التابعة للتجمع الديموقراطي, الانسحاب من كركوك وتسليم مقارها للجيش العراقي. 

فهل يعي ساسة العراق الوطنيون, ان الحِكمة والهدوء ووحدة الكلمة, هي الفيصل لنجاح دولة العراق الحديث؟ 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك