( بقلم : سليم الرميثي )
بعض الاخوة وهم قلة قليلة من الكتاب ومع الاسف دائما تكون كتابتهم في اتجاه تمزيق وحدة المجتمع العراقي ووحدةصَفِّه. بحجة هذا من عراقي الخارج وذاك من عراقي الداخل.وبين فترة واخرى نقرأ مقالاتهم والتي تتحدث عن مصطلح اول من تبناه ونطق به هم اولائك الاشرار الذين مزّقوا ودمروا البلد مدة خمسة وثلاثين عاما.وهؤلاء الاخوة نسوا ان الذين هاجروا من العراقيين انما هم نفذوا واجبا شرعيا اقره الله في كتابه العزيز وهناك عشرات الايات التي تتحدث عن الهجرة والمهاجرين وانها سنَّة جميع الانبياء والمرسلين واوصيائهم.ولامجال لذكر كل الايات التي تتحدث عن هذا الموضوع الشرعي واجزم ان القاريء الكريم يعرف الكثير من هذه الايات.
حيث قال الله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً)وهنا في هذه الاية الكريمة تاكيد على وجوب الهجرة عند التعرض للظلم والاضطهاد والا سيكون مذنبا وعاصيا امام الله سبحانه وتعالى وسيحاسب حسابا عسيرا.
اما المهاجر الى الله فان مات او قتل فله اجر الشهيد واجره على الله ونحن نعلم ان اكثر المهاجرين من الشعب العراقي هم من المناضلين والمجاهدين ومن كل شرائح المجتمع العراقي وفقدوا الكثير من اهاليهم واحبتهم وخرجوا حفاة ولايملكوا سوى مايكسون به اجسادهم ولكن الله من عليهم وهيأ لهم ماكانوا يفتقدونه من امن وامان في وطنهم. ولكن مع كل ذلك فان المهاجرين العراقيين بقوا على عهدهم ولم ينسوا او يتناسوا اهلهم وشعبهم فكانوا جنودا اوفياء وفي كل المجالاتفكان منهم الكاتب والصحفي والاعلامي والمقاتل وواجهوا وفضحوا عنجهية النظام الصدامي بكل جبروته و قمعه وكانوا هم الصوت الذي يعبر بصدق واخلاص عن معاناة شعبنا واهلنا وفي وقت كان فيه الاعلام العروبي يغطي على جميع جرائم النظام البائد.
فلم تكن الهجرة يوما من الايام عارا او ذنبا يقترفه الانسان وليس هناك عاقلا يترك اهله وووطنه ويهاجر الى المجهول دون سبب.ويجب علينا ان لاننسى هجرة نبينا الكريم ص واهل بيته ع ومعه مجموعة من المسلمين وكيف كان النبي ص كان يتالم ويبكي لتركه الارض التي ولد فيها.وهل هناك معاناة اشد وطأة من الغربة ومآسيها.وبعض اخوتنا مع الاسف صدَّق نعيق البعثيين وراح يردده في كل مناسبة على ان عراقيِّ الخارج يسكنوا في فنادق الخمسة نجوم وما الى ذلك من المصطلحات او وصف من كان خارج بلاده عميلا او خائنا المهاجرون العراقيون الان ينتظرون الفرصة لكي يعودوا الى اهلهم ووطنهم بعد غياب طويل واسال الله ان يعيد كل غريب الى اهله ووطنه انه مجيب الدعوات
ومايؤلمنا حقا ان هناك من يحسب على رجال الدين او المثقفين وهو يردد مانعق به العثيون ايام حكمهم الفاجر .فكل الاحزاب والحركات الحرة عندما تتسلم زمام الامور في اوطانها يكون اول مطلب واول هم لها هو اعادة المهاجرين والمهجرين الى ارضهم ووطنهم فلماذا نحن نزرع الكراهية بين الاخ واخيه بدل ان نزرع المحبة والسلام لبناء وطن خالي من الكراهية والنفاق.؟
https://telegram.me/buratha