( بقلم : محمد الوادي )
عقد بمدينة السليمانية في الايام القليلة المنصرمة مؤتمر نخوة العشائر العراقية , الذي دعت اليه ادارة قناة الفيحاء الفضائية .وهنا اود مناقشة الامور من زوايا عدة , فمؤتمر بمثل هذا الثقل وهذا التنظيم في الواقع يحتاج الى جهد دولة . لكن مع ذلك استطاعت الفيحاء بامكانياتها الذاتيه تنظيم هكذا مؤتمر ناجح وشامل لكل اطياف العراق وبجدارة تستحق الاحترام والتقدير وبتوجه مميز ووطني وعراقي اصيل من ادارة قناة الفيحاء الفضائية وبجهد استثنائي من شباب وكوادر الفيحاء الذين بذلوا جهد يكاد يكون خيالي حتى ان بعضهم اصابه الاعياء والتعب الشديد . شخصيا لم تاخذني المفاجاءة بهذا التوجه او بهذا الجهد الخير لاني اعرف الفيحاء واعرف اهلها الطيبين جيدا , وقد اكون اول من اطلق لقب " الفيحاء بيت العراقيين " قبل عدة سنوات في مقالة موثقة , لاني مؤمن ان هذه القناة ورغم امكانياتها المادية المتواضعة مقارنة بكل القنوات العراقية والعربية الاخرى استطاعت ان تجد لها موطيء قدم وان تصنع لها بصمة لايمكن تجاوزها او تجاهلها . وسر تميز الفيحاء هو توجهها العراقي الاصيل . لذلك تجد في مقدمة جمهورها الامهات الثكالى والايتام والمساكين والمحرومين وايضا في مقدمة جمهورها من يحب العراق ويدعم العملية الدستورية والديمقراطية وينبذ الارهاب والتطرف والتعصب والاقصاء والطائفية المقيته . وقد تكون كل هذه السمات هي السر الاكبر في نجاح مؤتمر عشائر نخوة العراق الذي دعت له الفيحاء . وحضره ابناء العشائر العراقية من كل الجهات وكل الاطياف فتعانقت أكف شيوخ عشائر الجنوب والفرات الاوسط والمنطقة الغربية ومن كردستان العراق . وايضا تم طرح ونقاش الكثير من المحاور والمواضيع المهمة والحساسة في عراق اليوم وكانت كل النتائج والتوصيات وكل الطرق تؤدي الى عراق موحد بالوجدان و الضمير والمستقبل على الارض والواقع قبل اطلاق مجرد الامنيات .
عندما اطلق د. محمد الطائي جملته العراقية الاصيلة في كلمة افتتاح المؤتمر والتي دعا فيها الجميع التوحد تحت خيمة عشيرة العراق . وعندما اطلق صيحته المميزة والتي قال فيها ان الفيحاء يعمل فيها العراقي العربي والسني والشيعي والكردي والمسيحي والمسلم والتركماني لذلك فعلا استحقت وصفه الذي اعلنه بصوت عالي " الفيحاء عشيرة كل العراقيين " فهي جمعت كل هذا التنوع دون ادنى محاصصة او حساسية تحيط ببعض العراقيين مع الاسف الشديد . لذلك قد تكون اللوحة الاوبريت الرائع الذي قدمته فرقة مدينة كركوك في بداية انطلاق المؤتمر تحاكي هذا الواقع و شاهد اخر حي على هذا التوجه الوطني فلقد جمعت هذه الفرقة بين افرادها وفي فعالياتها الفنية كل التنوع العراقي المميز من اهوار الجنوب والمحمداوي الى الدبكة الكردية والرقصة الاثورية والغناء التركماني . وبكلمات وبروح موسيقية عراقية غاية في الروعة والابداع تسابقت مع انغامها دموع الحاضرين ومشاعرهم الوطنية التي تم تحفيزها في هذا المؤتمر الناجح بكل المقايس وبكل الاتجاهات العراقية الوطنية .
يكفي الفيحاء فخرا الاشارة الى بعض التوصيات الرئيسية التي خرج بها هذا المؤتمر المهم . وهي جميعها تشير وتؤكد على وحدة العراق والعراقيين وعلى حرمة دماء العراقيين وعلى محاربة الارهاب والتطرف ونبذ الطائفية ودعم العملية السياسية والدستورية في العراق الجديد . ان مثل هذه التوصيات وغيرها الكثير اذ تخرج من هكذا مؤتمر يجمع عشائر عراقية بارزة ورئيسية متنوعة الاطياف والمذاهب والقوميات , انما هو دليل تميز وطني يضاف الى سجل الفيحاء الحافل بهذا المجال . كذلك هو دليل على الجهد الكبير والهائل الذي بذل من قبل ادارة الفيحاء ذات التوجه العراقي الذي يسعى الى وحدة الصف وايجاد ودعم كل عوامل النجاح في هذا الاتجاه الانساني النبيل الواقعي والذي يحتاجه العراقيين اكثر من مجرد الشعارات الرنانة والفارغة التي ترفعها بعض القنوات الفضائية لاجل المزايدات الخائبة و التي حولت " الوطنية العراقية " الى سوق للنخاسة والتجارة البائسة . هكذا هي الفيحاء كانت وستبقى رمزا عاليا يمثل الروح العراقية التي اراد لها " الخصوم والاعداء " ان تموت او تتلاشى لكن بقيت الفيحاء رغم تغير المكان والزمان صوتا عراقيا نقيا وبصمة محفورة في سجل الخير وفي صفحات الاعلام المهني والانساني . نعم الفيحاء متواضعة وبشكل كبير في الامكانيات المادية مقارنة بقنوات عراقية وعربية اخرى , لكنها غنية بالمواهب وبالتوجهات النبيلة . لذلك دائما تكون ملجاء للمظلومين وامهات الشهداء والثكالى والارامل والايتام , وسيبقى صوت ذلك الرجل المسن وهو يقول بكل حسرة والم في احد مقاطع الفيحاء " خلي يديرون بالهم على التقاعد " سيبقى هذا الصوت النبيل هو النشيد الانساني العراقي العظيم الذي يهدر كل يوم من على شاشة الفيحاء . فمبروك للفيحاء بهذا الجمهور الكريم والنبيل , ومبروك علينا هذه الفيحاء العراقية الاصيلة . عشيرة كل العراقيين بدون استثناء .
محمد الوادي
https://telegram.me/buratha