بقلم : سامي جواد كاظم
هذا الامر بات واضحا جدا في الدولة العراقية منذ ان اقيمت الانتخابات الثانية حيث لا ملامح للمعارضة بعيد الانتخابات الاولى والتي تراس حكومتها الجعفري ولعل السبب هو قصر الفترة التي تزاول بها الحكومة اعمالها .قبل الدخول في معترك الانتخابات والتي تعتبر باكورة مزايا الديمقراطية حيث كلمة الانتخابات مقرونة بالديمقراطية لا بد على الشخص او الكتلة حسب نظام الانتخابات في العراق التي تشارك بالانتخابات وتؤمن بالديمقراطية ان يتحلى اعضائها بصفات الديمقراطية وان تكون لهم روح تقبل النتائج بطيبة خاطر حيث هذا الشعور هو الاساس لدى عقل كل من يؤمن بالديمقراطية واما اذا لا يؤمن بها طالما انه يفشل في الانتخابات فان الذي يؤمن بالدكتاتورية يكون افضل منه .
المشكلة الاخرى هي العبثية التي يمارس فيها (المعارضة ) هذا الفاشل انتخابيا حيث لا يراعي أي قيم اخلاقية او اسس علمانية طبقا لرؤياه التي يتبجح بانه متمسك بها ويتهم بالجهل والقصور كل من يعتقده هو انه لا يؤمن بالعلمانية ودائما يكون قفا الاسلامي هو المحمل لهذه الاتهامات العلمانية له .
هنالك بذور تم زرعها في الساحة السياسية العراقية من قبل اخبث رجل وطأت قدمه ارض العراق هو بول بريمر مضافا اليه من القادة السياسيين العراقيين الذين سكتوا مقابل ما منحهم من مناصب الدكتاتور المدني للعراق كما يقول عنه الاخضر الابراهيمي ، هذه البذور انبتت الان نبات لا يروق لمن ابذر بذوره وباتت المشكلة لديهم كيف يقتلعون هذه النبتة والتي لا تتفق وما كانوا يصبون اليه ( جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ) .هنا المعالجة جاءت من قبل الفاشلين انتخابيا تحمل في طياتها كل ما هو سلبي وخبيث ويعود بالضرر على الشعب العراقي قبل الحكومة العراقية .
اسلوبان لا غير اتبعتهما المعارضة كما يحلو لهم تسمية انفسهم وهما اولا الطعن بنتائج الانتخابات والتهجم على اداء الحكومة ومن هذين الاسلوبين تتفرع فروع ومسالك ولجها ممن يعتقدون انهم سيصلون الى مبتغاهم متناسين ما يدعون من علمانية وديمقراطية ، واخطر مسلك سلكه هؤلاء هو الارهاب الذي بات واضحا للعيان ابطاله في الشارع العراقي والكثير من هؤلاء صرح علنا انه مع الجماعات المسلحة .ولعل الساحة العراقية تعج بمثل هكذا شخصيات وكل مارس كفاءته بالخبث حسب ما يرى انه المؤثر على الحكومة وبالتالي ستفشل الحكومة وتفترش الارض ورودا له حتى يعود ويتسنم الحكم .
ثلاث ساحات يمارس فيها الفاشل انتخابيا ( المعارضة ) في العراق وهي الشارع العراقي من خلال الاعمال الارهابية والثانية مؤسسات الدولة من وزارات وبرلمان وذلك من خلال الفساد الاداري والمالي وتعطيل تشريع القوانين في البرلمان وساحة ثالثة هي الدول المعروفة علنا انها تساند الارهاب في العراق من المجاورة والاقليمية وابطال معارك هذه الساحات الثلاثة معروفي الهوية فقسم افصح عن نفسه علنا واخر يبرر اعماله بالايجابية واخر متستر خلف غشاوة شفافة او اشبه بالنعامة عندما تخبئ راسها في جحر حتى لا يراها الخطر المحدق بها .هنالك اقنعة تعتقد المعارضة انها تختبئ خلفها دون ان يرى الشعب العراقي الوجه الحقيقي لهؤلاء اصحاب الوجوه الكالحة .
ان سبب التمادي في غيهم هؤلاء المعارضة الشواذ هو الادارة الامريكية وقواتها بالدرجة الاولى واقل منهما يتحمل مسؤولية ذلك الحكومة العراقية . صحيح يد الحكومة جذاء في الردع الا ان هنالك الكثير من الاساليب التي تستطيع الحكومة بواسطتها الحد من استهتار ( المعارضة ) واستخفافهم بارواح العراقيين .
هل الدليمي والعليان والهاشمي وعلاوي والمطلك ومن هو على شاكلتهم يمثلون حقا معارضة ؟! بالرغم من انهم خليط بين من يدعي الاسلام ومن يدعي العلمانية والكل لم يفلح في ترجمة ما لديه من افكار يعتقد انها هي في صالح المواطن العراقي .
المعارضة الحقيقية هي التي تعمل على احداث تشريع لقوانين تخدم مواطنيها ضمن العملية السياسية الاصولية الصحيحة وفي نفس الوقت تشد على يد كل من يقدم على خطوة تصب في صالح البلد بغض النظر عن المواقف المتضاربة مع مواقفهم كمعارضة اصولية ان صح التعبير .لو اراد المعارضون ان ينهضوا بالحال العراقي فما عليهم الا احداث تغير جذري وشامل في تركيبة اعضاء ومسؤولي البرلمان العراقي مع تغير النظام الداخلي لهذا البرلمان الاضحوكة ، نقطة التغير تبدأ من البرلمان كما انه الان نقطة انطلاق الارهاب في العراق وبمختلف اوجهه من سياسي ومالي وميداني .
اما الدكتور اياد علاوي فانه على اطلاع واسع بما تمارسه السفارة الامريكية بامر من البيت الابيض في خلخلة وزعزعة النظام في العراق وفي يوم ما اجبر السيد علاوي على حكومة هو لم يكن مقتنع بها وعدم اقتناعه بها هو الصحيح بعينه فان المحاصصة التي مرت على الجسد العراقي ابتدأت من حكومة علاوي والذي لا دخل له فيها .اليوم المطلوب من كل شريف في العراق ان يضغط على الادارة الامريكية في سبيل تحرير الارادة العراقية في اتخاذ القرارات وعندها سيكون النقد للحكومة من قبلهم مشروع واؤكد لهم أي لمن يعارض اداء الحكومة سيكون رد فعل الشعب العراقي لمعارضتكم ايجابي وانا من ضمنهم .
بقلم : سامي جواد كاظم
https://telegram.me/buratha